تلطف ..

ألا تعرف أن من سواك قد أتاحت للنظر، فعين العالمين تراك إن كنت لا تدري، فتلطف فما النظر إلى لحظات نغيب فيها عما يشغلنا أو نبحث فيما يشغلنا، وإنك أحد اللقطات الواقفة في طريق طويل، ربما تتكرر في طريقي كثيراً، أو لا تعود صورتك لي مجدداً.

أنا وأنت صور 📷 التقطتها أعينٌ كثيرة بعضها رانا بدهشة أو احتقار وغيره بإعجاب وحب، يجعلون الصورة ملونة أو عادية، فمن يحدد لون الصورة ليس نحن، بل الآخر بحسب ما يراه فينا.

الدنيا صور، نصور ونتصور، يصورونا ونصورهم، نجمعهم في الذكريات ويجمعونا، ربما، أقول ربما نحذف بعضهم وأيضا يحذفنا بعضهم، فالآخرون يملكون نفس إمكانياتنا، لذا تلطف فصورتك غزاها القدم وصورتي عتيقة، وأنا أحبها تلك العتيقة، أحبها بمن أحبها ومن كرهها فهي أنا وصورتك هي أنت، عليك أن تحبها.

ثلاث اشياء أكرهها في الليل ….

التفكير .. الارق والاحلام المزعجة ..

وثلاث أحبها ..

الذكريات .. الشجن والهدوء ..

لحظات صغيرة ..

الأمور الصغيرة التي تحدث لنا تؤثر فينا أكثر مما نتوقع، مجرد ابتسامة لطيفة في الصباح يمكنها أن تغير مزاجك طوال اليوم، وتجعلك تنظر إلى الدنيا بتفاؤل، وتبحث عن كل ما هو جميل، ويمكن أيضاً لنظرة اشمئزاز أو نظرة تعالي أو احتقار أن تقلب مزاجك رأساً على عقب، وتنشر التشاؤم في يومك، وتمسح كل الأشياء الجميلة في مخيلتك.

الحياة هي، أمور صغيرة تجتمع لتُكون شيئاً أكبر مؤثراً في حياتنا سواء لفترة طويلة أو قصيرة، ولكل حدث ردة فعل عند المتلقي فلا تعني الابتسامة في الصباح الكثير عند بعض الأشخاص، لكنها تعني الكثير عند غيرهم، وبهذا نتأكد أن استقبالنا للأمور الجيدة والسيئة يختلف من شخص لآخر، أو من حين إلى حين، فربما نفس الابتسامة الجميلة في الصباح لا نستقبلها بالتفاؤل الذي استقبلناها به في السابق.

الكوارث ثواني أو دقائق، والمصائب أيضاً، تنبني عليها أمور أكثر تعقيداً وأكبر شأناً من، لكنها مواقف قصيرة، يتأثر بها من يعيشها، وينظر إليها البعيدون نظرة استغراب ودهشة، وهكذا هم البشر كل شيء يمسهم يصبح مهماً وما يبتعد عنهم يقل تأثرهم به.

مجموع هذه الأمور الصغيرة هي التي ترسم لنا الحياة، اللحظات والدقائق تشكل واقعنا الذي نعيشه تتراكم في الذكريات، لنعود إليها في لحظات كما عشناها لحظات، لكننا حين عشناها عشنا بتأثرنا بها، وحين نعود إلى ذكراها نعيشها لفترة أقصر، وكلما بعد الزمن عنها نعود إليها لفترة أقصر من سابقتها.

كما تعود المادة في أصلها تعود الأوقات لأصلها، وأظن أن لا شيء بعد اللحظات، فهي في نظري الكتلة التي يستطيع الزمن أن يحدث فيها أمر يبقى ويؤثر في محيطه.

صدمة العاطفة ..

لا توجد حدود للمشاعر، ولا قوانين، الشعور شيء غير ملموس لا يمكننا قياس مدى فاعليته من شخص لآخر ولا تأثيره في الأشخاص، فأحدنا تؤثر فيه دموع طفل بشكل بالغ وآخر تؤثر فيه تلك الدموع بشكل سطحي ولكل شخص تبريره الذي يستند إليه ولكل منا نظرته الخاصة للدموع، ممن تصدر ولما صدرت، أمور كثيرة تجعلنا نعطي لتلك الأحاسيس قيمة، أو نقلل من شأنها.

هي مشاعر تتفاعل في مساحة من أنفسنا لا يمكننا أن نصل إليها، كتلة كامنة لا ندري متى تنفجر، عاطفة الحب، لا نعرف متى تتملكنا، والحنين، وتأثير الذكريات، نقف أمامها عاجزين في أحيان كثيرة، ولا نجد تفسيراً منطقياً يبرر أو يفسر ردة الفعل على المشاعر المقابلة.

لو أخذنا عاطفة واحدة مثلاً: الحب لا نعرف متى نتخلص من تأثيره حين نقع فيه، أو متى نفيق من غيبوبته التي نتفاعل معها، دون أن نضع لها حدوداً ولا مدى وفي أحيان كثيرة تكون نتائجها كارثية، توصلنا لمرحلة الصدمة العاطفية أو الانهيار، نصاب بالصدمة في البداية والنهاية، في البدايات غيبوبة والنهايات ضياع، وفي كل منهما لا نتحكم في مشاعرنا سواء بالسرور أو الضيق.

يعترف العالم بأجمعه أن هناك مشاعر، لكنهم لا يعطوا تفسيراً واضحاً لتلك الأمور التي لا يمكننا التحكم فيها ربما يكتشفون إفرازات الغدد بعد حدوث ثورة الشعور، لكنهم لا يستطيعون أن يصنعوا شعوراً واحداً دون اكتمال عناصره.

إلى متى أحبك …

عندما نتحدث عن العلاقات الشخصية، أو نفكر بها لا نسأل أنفسنا في أغلب الأحيان لماذا؟ ولا أعني بماذا؟ أن أفكر في الفائدة المرجوة من العلاقة بحث أن تصبح العلاقة تبادل مصالح، وهي بالفعل تبادل مصالح، لكن المصالح المالية والسوقية هي الوحيدة التي تأخذ في الاعتبار في هذا الجانب، لكننا لا ننظر إلى الجزء المعنوي والعاطفي على أنه فائدة أو مصلحة، والعكس هو الصحيح من وجهة نظري فالفائدة المعنوية من العلاقة هي التي تعززني وترفع من شأني كإنسان حقيقي بعكس القيمة المادية التي تنمي النظرة المصلحية المتمحورة فيما لدي وما أملك.
لكننا في الحقيقة لا نقيم احتياجاتنا النفسية بشكل صحيح لكي نعرف ما هي الجرعة الصحيحة التي يجب أن نتلقاها من الأشخاص المحيطين بنا وهل ما يعطونا إياه من مشاعر حقيقي أم هو غاية يستخدمونها للوصول لهدف يصبون إليه، فالإنسان مركب غريب يختفي جزء منه بمكر ليحقق الجزء الآخر أهدافه، بمعنى أن الماكر يظهر لك الود، لكنه يخونك في النهاية، ويعتبر هذا انتصاراً، وهنا تكمن مشاكلنا مع الآخرين ثقتنا المفرطة في بعضهم، ونفورنا من آخرين تتولد لدينا قناعات بأن من نثق بهم هو الصادقون المخلصون، ونحن لا نملك في الحقيقة ما يثبت ذلك في أغلب الأحيان، لكننا نقيس بعواملنا النفسية، ولو نظرنا بعين مجردة لقياساتنا في هذا الجانب سنكتشف الكثير من القصور، وسنشك في أقرب المقربين لنا.
المسألة معقدة، أحياناً تكتشف أن من تحبه وتدنيه يستغلك بفعل عاطفتك الحميمة نحوه، فنقطة ضعفك التي يمكنه أن يستفيد منها هي مشاعرك التي تغمره بها وبسببها تمنحه الرعاية والاهتمام، بعكس ما يفعل هو؛ بحيث إنه يستفيد منك، ثم يعطيك الرعاية والاهتمام بقد استفادته المادية، هنا تتحقق المصلحة بشكل مقلوب، لكنها تتحقق في مستوى معين غير حقيقي، فالحقيقي لا يتغير وإن شابه بعض العيوب أو التغيير فالقيمة الكامنة فيه نقية.
بعد فترة من الزمن، وبعد أن نكتشف حقائق المحيطين بنا ربما لا نستغني عنهم؛ لأننا بحاجة إلى وجودهم في حياتنا، ولو كلفنا ذلك الكثير من الأضرار النفسية والمعنوية.

بين لحظتين ..

لا أدري هل أحمل قلمي لأكتب أم يحملني قلمي على الكتابة فالدوافع كثيرة والقلم واحد، وكلنا نكتب بعضنا لديه غاياتٌ سامية وبعضنا لديه أهداف كبيرة وبعضنا أحلامهُ صغيرة، ربما أكون الأخير، وربما أكون الأول لكني أكتب لأملأ ذلك الفراغ المتنامي في نفسي بين الواقع الميت والفراغ، بين ما أريد وما أنا عليه فعلاً، فهناك نقطة يبحث عنها الإنسان طوال حياته، ولا يدركها وإن أدركها شارف على النهاية؛ لأن الكمال يعني النهاية التي لا تأتي قبل أن نصل إلى قمة معينة نستطيع أن نسقط من فوقها.
الفكرة التي تأتي لا ترحل فهي تخرج من تلك الصراعات الغريبة في نفوسنا التي تُصدر أشيائها من اللا شيء لتزعجنا وتعكرنا أو تسعدنا، وفي الحالتين النفس تشغلنا بتلك الأشياء التي تتولد من لا شيء، ومن كل شيء فالذكريات فينا، لكنها لا تستطيع الحركة والنفس تلعب لعبة المكعبات تجمع تلك القطع في لحظات لتشكل لنا الصورة، ثم تعود وتبعثرها؛ ثم تشكلها من جديد وتنسفها وتنسفنا معها وكأن الفراغ الكامن فينا يتجمع ليصدر لنا ما يريد وأحيانا تخدعنا لتوهمنا بما نريد، ونحن البشر نسير خلف دوافعنا الداخلية، غاياتنا وأهدافنا وأحلامنا، لا ندري ما الذي سيحدث في الغد فقط، بل في الدقيقة التالية، التالي مجهول والراحل ذكريات، ونحن نعيش لحظتنا فقط بقناعتنا أو رغماً عنا سنعيشها.
الزمن ليس أنا وأنت الزمن هو التراكم الذي نُحدثه خلفنا لنرسم الماضي المختفي من لحظاتنا، فأكون أنا كما رأيتموني، ونكون نحن كما رأونا ونكون دولة، ونكون أمة بين لحظتين فائتة وقادمة ونحن فقط اللحظة الوسطى التي تجمع بينهما، بين الماضي المحتشد بالذكريات والمستقبل الفارغ، وكأننا صفحات تكتب فالصفحة التي تمتلئ تُقلب لتخرج لنا صفحة جديدة فارغة ونحن الأقلام التي تملؤها.
لا أدري هل هي فوضى مشاعر أم فوضى أفكار، وأظنها الفراغ المتصارع مع المحسوس، الفراغ الذي ينصب لنا الكمائن من الذكريات لننطوي على أنفسنا، وننكفأ ثم نتلاشى.

لا روابط .. لا روابط ..

لا روابط .. لا روابط ..
ليس بين الموت والاشواق رابط
لا ولا بين العيون الدامعة
والاحساس رابط
ولا العواطف
ولا المشاعر والاحبة .. أي رابط
ولا الأماني والدروب
ولا بين القلوب
التي ماتت مشاعرها وذابت
بين التجاهل والهروب
لا روابط لا روابط
فالحب كان المبدأ المفقود دوماً
بين ازهار اللقاء
واشواك الرحيل
وتلك العيون الرقصات
الباكيات
بين ضحكات الهوى
وصرخات الضياع
لا روابط لا روابط

فواصل ..

الخط الفاصل بين الظلام والنور . هو نفسه الفاصل بين الخيال والواقع

هذيان ..

لا اعرف للذكرى مقراً ..
ولا وطناً .. ولا دوله ..
ولا اسماً .. ولا عنوان ..
وهي .. تعرف عنواني ..
وأحزاني ..
وتعرفني .. من الماضي ..
أنا إنسان ..
يعيش الدهر في أمسه ..
ويغني العمر في همسه ..
ويعود .. لسالف الازمان ..
يعود لذكرى .. يعايشها
على وقعه .. يعشقها .. ويسحقها ..
ويرغمها .. على العصيان …
ويا طاقتها .. على صبره ..
وقوتها .. على أسره ..
تعيش لتأكل الايام .. من طبقه ..
ويسكر منها .. الفكر في … راسه
واعود .. أنا الإنسان ..
أبكي في هدوئي .. صمت ..
واشكي .. من عذابي ..
ليت ..
للذكري .. قلبٌ فاقتلها ..
وفم .. لأخرسها
واعود لتاريخي .. بلا هذيان

من الأرشيف

صخب ..

قليلاٌ من الهدوء لا أكثر هذا ما أحتاجه، ورغم أني أعيش في محيط هادئ، إلا أن الصخب ينتشر في داخلي، فتلك الأفكار والمشاعر والأحلام والخيالات لا تترك لي مجالاً لأن أنفرد بنفسي في هدوء، دون أن يقطع الانفراد حلماً أو شعوراً أو فكرةً أو خيالاً، الصخب لا يكون في الخارج دائماً أحياناً يكمن في داخلنا نحن، باضطراب أفكارنا ومشاعرنا وأمانينا التي نتمنى أن تتحقق، الصخب هو أن تتضارب كل تلك الأمور في داخلك، دون أن تستطيع السيطرة عليها.

ليست مرحلة الضيق التي تمر بالإنسان نتيجة حدث حزين فقط، هذا الأمر حاصل لا شك، لكن الاستمرار في الحزن هو دليل على كمون ذلك الحزن في النفس، دون أن نقاومه أو نتجاهله أو نخلق أموراً تعطينا الشعور بالسكينة، فيبقى الحزن هو ديدن الإنسان، وإن ضحك أو تكلم وجامل، ويعود ليسيطر عليه بمجرد أن يختلي بنفسه، شأن الحزن في هذا شأن الأحلام والأمنيات والأهداف التي لم تتحقق وترك فينا أشياء تخرج ما أن نستكين لأنفسنا.

الصخب الداخلي، الذي تتصارع فيه كل الأشياء الموجودة في النفس، وهو الذي لا يترك لنا مجال لكي نقاومه، ولا أن نمحوه، يحتاج منا الكثير من الوقت والتغاضي والتجاهل، وأن نقتل أحلامنا، ونوقف الأفكار الطارئة، ونبتعد عن كل أمور الدنيا، وربما لا يجدي ما نفعل ويستمر رغماً عنا.

يستغرب الكثيرون من رغبة البعض في الوحدة والانفراد بأنفسهم ظنّاً منهم أن الوحدة حالة مرضية إذا استمرت لفترة طويلة، ولهم الحق في ذلك فالإنسان اجتماعي بطبعه، لكنه يحتاج أن يترك لنفسه مجالاً لكي يرتب ملفاته والأوراق المتناثرة في رأسه، يريد أن يستمع لذلك الصوت الذي في داخله، ليفهم تلك الأفكار الثائرة والخيالات، ويعيد ترتيب أمانيه المدمرة وأحلامه الآفلة، فلا مجال لديه أن يعطي البشر الكثير من وقته، ولا أن يسمح لهم أن يدخلوا مجاله النفسي، فهذه المنطقة محرمة عند من يؤمن بالعزلة والانفراد، ورغم ما يشعر به من راحة حين يكون وحيداً، إلا أنه يواجه ذلك الصخب الذي في داخله ويستسلم له، في الكثير من الأحيان.

القهوة ..

الاكواب تتغير .. وربما يتغير مذاق القهوة في بعض الأماكن .. وما يستمر هو بحثنا عن شيء اسود مر نستسيغه ونحبه ، فاللذة والجمال ليست كلها سكر ابيض هناك أشياء يكون سعرها اعلى بكثير من مجرد قيمة ، فالمعنى اعلى شأناً من الشكل ، والمال الذي نشتري به فنجان القهوة لا يوازي لحظات الاستمتاع التي نعيشها ونحن نحتسيها .

كلمة ..


ليست الكلمات مجرد حروف، صلتها مع النفس أكبر، تعبير عما نشعر به وما يجول في خواطرنا، نكتبها لكي: نعيش لحظه ،نمجد لحظة ،نخلق لحظة .. ونعود بها لأشواقنا لنعيش معها، في النهاية يقولون إنها كلمة ..
وهي كل التعابير والمشاعر والألم ، هي رسول .. هي سهم ، هي أنا وأنت ..

حقيقة القهوة ..

القهوة
لونها أسود ..
لما نصورها بشكل جميل ..
هي تدل على نفسها بطعمها اللاذع ومذاقها المر ..
ومع ذلك نحبها ..

شيء من الهدوء …

عندما يشعر الإنسان بالهدوء يتغلغل إلى نفسه، تصفوا أفكاره من الشوائب، ويتخلص عقله من الضوضاء، فيسمع صدى أفكاره تتردد في رأسه وتتصادم، تخرج أفكار جديدة، وتموت أخرى، يرى صور الذكريات، وهي تغذي الخيالات والتأملات، وتملأ روحه دون ملل ولا إزعاج، فوضى الذكريات والصور المبتورة التي نرسمها ونغذيها في الخيال لكي تكبر وتتضح.

الحياة، تحتاج إلى الهدوء، لا لتستكين فقط، بل لتستقر، الروح استقرارها الهدوء، والعقل استقراره الفكر، والخيال استقراره الصور والذكريات، والنفس آهٍ من النفس التي تقلبنا بين الرغبات، والأهواء.

يعجبني الهدوء أشعر به وهو يقيد نفسي فلا تجمح لأهوائها، بل يجعلها تحت سيطرة العقل، فيتحكم بها في فترة السكينة كيف يشاء، ويحركها فتحفزه تارة، وتستفزه تارة أخرى، لكنها لا تخرج عن سيطرته.

قهوة …

قهوتي البدايات.

قهوتي النهايات.

قهوتي … تشرب الدقائق …

وأشربها … دقائق …

تعلمني … طعم الحياة …

شكرا قهوتي …