
الحياة شيء غريب مختلط تتحرك أوراقها باستمرار تدور وتدور لا تقف عند حد معين فكيف لهذا التسلسل من الأحداث أن يقف لشخص لم يقف عند حياته ويتأملها.
الحياة مغرية بما فيها من أحلام وأماني وآمال ينظر إليها الإنسان نظرة الرغبة والشهوة، فإن لم ينل مبتغاه أصبح تعيساً مكتئباً تطارده ذكرياته، وتلاحقه همومه إلى ما لا نهاية.
الحياة جميلة بها مباهج ومناظر تغيب عن أعيننا في أغلب الأحيان، فنمر عليها دون أن نراها، ولو نظرنا إلى الدنيا نظرة المتأمل سنجدها رائعة، ولو عشناها بتعاسة سنجدها كئيبة، كل عمل مبدع في الطبيعة له عين، لو بحثت عن الجمال بحث المصور المحترف لرأيت السماء بعين الطيور، وسافرت بقلب بحار مستكشف، ولو قطعت الصحاري بقلب بدوي ستجد أن الدنيا جميلة جداً لا تخلو من الروعة والدهشة وستمنحك الانبهار.
الحياة تلهمك بأشياء كثيرة، فلو ركزت في حياتك كإنسان له تاريخ، ستجد الذكريات ولو ركزت أكثر ستجد الخبرة والعبرة، ولو ركزت في خيالك ستجد الأحلام والأمل، ولو ركزت في جسدك ستجد القوة، ولك أن تستقطب كل شيء تريده.
الحياة عدوها الموت ورمزها الأوضح هو الإنسان الكائن الوحيد الذي يستطيع أن يفهم معنى الحياة ومعنى الموت ويسعى لتلافيه، هو رمزها الخالد وخلوده متسلسل بأجياله المتعاقبة وتاريخه التراكمي.
الحياة والدنيا مرتبطان ارتباط وثيقاً فلولا الحياة لا ترى الدنيا ولا معنى لها، لكن الحياة هي من أعطاها رمزيتها وشأنها وجمالها فالدنيا تزهو بمخلوقاتها كما الزينة فالدنيا تتزين بالحياة، وتتشكل بها تلبس في الصيف ثوب الجفاف، وفي الشتاء ثوب البرد، وتحتفل معها في الربيع.
الحياة كل شيء ولا شيء بلا حياة فكيف لنا أن نقتل قلوبنا، ولا نحركها، ندفنها في الذكريات والألم، ولا نرى التجديد من حولنا الشمس تدور والقمر، والغيوم تتحرك، لا شيء يقف فكيف للإنسان أن يقف في مكانه دون حركة، ألا يستدعي كل هذا أن يفكر، ولو قليلاً لكي يفهم ويعرف أين موقعه في الخارطة.








