شيء من الهدوء …

عندما يشعر الإنسان بالهدوء يتغلغل إلى نفسه، تصفوا أفكاره من الشوائب، ويتخلص عقله من الضوضاء، فيسمع صدى أفكاره تتردد في رأسه وتتصادم، تخرج أفكار جديدة، وتموت أخرى، يرى صور الذكريات، وهي تغذي الخيالات والتأملات، وتملأ روحه دون ملل ولا إزعاج، فوضى الذكريات والصور المبتورة التي نرسمها ونغذيها في الخيال لكي تكبر وتتضح.

الحياة، تحتاج إلى الهدوء، لا لتستكين فقط، بل لتستقر، الروح استقرارها الهدوء، والعقل استقراره الفكر، والخيال استقراره الصور والذكريات، والنفس آهٍ من النفس التي تقلبنا بين الرغبات، والأهواء.

يعجبني الهدوء أشعر به وهو يقيد نفسي فلا تجمح لأهوائها، بل يجعلها تحت سيطرة العقل، فيتحكم بها في فترة السكينة كيف يشاء، ويحركها فتحفزه تارة، وتستفزه تارة أخرى، لكنها لا تخرج عن سيطرته.