
ليست القضية الأسرى الإسرائيليين ولا صواريخ القسام التي لا تحمل رؤوساً متفجرة قوية، القضية هي اختراق حدود إسرائيل البرية وهذا الذي لم يحدث منذ حرب الـ 48، فكيف لفصيل مسلح لا يشكل جيشاً ولا دولة يستطيع أن يخترق كل الأسوار والحصون والمجسات الحساسة التي وضعت لمراقبة أصغر الحركات عبر حدود غزة ويتوغل لمسافة 40 كيلومتراً داخل إسرائيل في عملية خاطفة يحتل خلالها عدد من المستوطنات والقواعد العسكرية دون أن تكون هناك مقاومة تذكر.
الصدمة هي التي أخرجت اسوء ما في إسرائيل، المخاوف، الفشل، الاستسلام، فقد تحقق الخوف الدفين الذي يغلفونه بكمية كبيرة من القوة العسكرية ويتخذون بسببه الاحتياطات المبالغ فيها لكي يتمكنوا من أن يقتلوا شعور الخوف الذي تحقق في هذه العملية بسبب الفشل الذريع لأجهزة المراقبة وكل خطوط الدفاع المعقدة وقد خطر في ذهني اجتياز خط بارليف، حيث إن إسرائيل كلما حصنت موقعاً يكون هو الثغرة الأضعف للاختراق فكما سقط بارليف في ساعات انهارت خطوط الدفاع المحصنة المتتالية حول غزة في ساعات لا أكثر، فاستسلمت المواقع دون مقاومة وسقط الأسرى من العسكريين دون مقاومة وبدون أن يضعوا الاعتبار للأسلحة التي في أيديهم.
إسرائيل لا ترغب في تسليم الأراضي ولا ترغب أن يُمس أمنها القومي كما تدعي لذا حدث التهور بعد الصدمة فأصبح القصف عشوائياً دون التفكير في حجم الأضرار ولا عدد الضحايا من المدنيين في القطاع، وهو ما يمثل عملية انتقام متهورة ربما تدعمها أطراف دولية لفترة من الزمن، لكن لن يكون الوقت مفتوحا لعمليات عشوائية مدمرة لفترة طويلة إن كان هناك صمود فلسطيني يعطل الحياة في إسرائيل، وكذلك الأسرى المحتجزين لدى القسام سيكون لهم دور مهم وفعال في وقف القصف ووضع قواعد أخرى للمفاوضات لم تقبلها إسرائيل في السابق.
هناك سيناريوهات كثيرة طرحت بعد أن حرْكت الولايات المتحدة حاملات الطائرات للمتوسط، أولها كما تدعي أمريكا أنها لحماية إسرائيل ومنع أطراف أخرى من التدخل في الصراع، لكن هناك احتمالاً ثانياً وهو استدراج حزب الله للمشاركة وشن حرب تصفية في حقه مع اكتساح غزة وترحيل الفلسطينيين لسيناء، وأنا شخصياً أستبعد أن تدخل إسرائيل في حرب طويل في محورين مختلفين مهما كانت قوتها، ورغم أنها جربت هذا الأمر لمدد قصيرة في السابق ونجحت لكنها ستواجه نوعيات مختلفة فما تحاربه لن تكون قوات ظاهرة على الأرض بل عصابات وستكون الحرب استنزاف طويل الأمد، هناك سيناريو ثالث لا يقوله المحللون وهو أن هذه الهجمة التي قامت بها حماس واخترقت من خلالها إسرائيل ستضع قواعد جديدة في المنطقة وستكون بداية لحل أفضل للفلسطينيين تتمكن خلاله حماس من الحصول على اعتراف دولي بمستوى معقول بشرعيتها سواء بشكل مستقل أو عن طريق إدماجها في حركة فتح بشكل مؤثر واستخدام أفضل للمعابر الحدودية لضمان تدفق السلع والمؤن لقطاع غزة بشكل منتظم.
ربما لا تقف السيناريوهات عند هذا الحد وأيضاً من الممكن أن تحدث تطورات إيجابية أو سلبية تخدم أو تضر الجانب الفلسطيني، ومهما حصل علينا أن نعترف أن هناك قوة استطاعت أن تربك إسرائيل وتدمر كل أوهام الجيش الذي لا يقهر ولو وجدت قليلاً من الدعم ستفرض وضعاً جديداً في الشرق الأوسط يبنى على التوازن لا الاستسلام.
نحمد الله ونشكره
يعلم الله اننا سجدنا لله شكراً ان وفق رجال المقاومة في غزة بالتنكيل بالعدو اللقيط
إعجابLiked by 1 person
الله ينصرهم
إعجابإعجاب
يا رب العالمين
إعجابLiked by 1 person