
عندما جاءت الأمنيات كنا معاً وعندما ضاعت بقيت وحيداً، تذكرين تلك الخطى التي مشيناها سوياً، تلك الأصابع التي تشابكت في المسافات، لم تكن تعني أننا نمشي معاً، بل تعني أننا ربطنا الحياة والمصير، عهود لا تكتبها أقلام ولا تعرف الورق، لا حبر لها ولا افق، لا يعرفها إلا من عاشها، واظن أني عشتها وحدي.
حين تصبح الذكريات مجرد ماضيٍ، تفقد قيمتها وتتخلى عن كل معانيها الجميلة، المعاني التي تجعلنا نشتاق، وتزرع اللهفة في نفوسنا والأمل، وتبني معنا الغد، الاحلام الصغيرة والأماني، تلك الزاوية التي كنا سنضع فيها الزهور، وتلك التي ستحوي البوم الذكريات، وعلى الرفوف ستكون ملابسنا منسجمة ومتناغمة.
لم تعد احلامنا صغيرة ولا كبيرة، لم نعد نحلم، تلك الزهور ذبلت وتعفنت، والبوم الذكريات تخلى عن الصور، وجدت احداها على الأرض، التقطتها فشعرت بالسم يسري في عروقي، تذكرتك حينها مع الألم وهو يمزقني، كادت اصابعي أن تيبس لكني تمكنت من أن أمزق اخر صورة تجعنا، حينها فقط، شعرت أن سم الذكريات قد تلاشى، فهيا، هيا لنكنس الماضي معاً، فما دمرناه خلف الكثير من الشظايا التي تمزقنا كلما دسنا عليها.