
لا انصب نفسي حكماً على الصوفية وطرقها ومشايخها ، ولا افتي في ما لا اعرف لكني عاتب على كاتب الرواية التي يحكي فيها الكاتب قصة محي الدين ابن العربي عدم توضيح بعض الأمور فترك الرواية دون مقدمة منه تسهل على القارئ اهي نقل لقصة الشيخ بصيغة جديدة ام انها محاكاة لقصته بقلم الكاتب ، وكذلك العودة لأزمان مختلفة في بعض فصول الرواية تحكي نقل كتبه من شخص إلى شخص ، فسرت تلك الازمان التي أوردها الكاتب على انه يبلغنا ان ما نقل من علم الشيخ شيء قليل ، ورغم قلة ما وصل لنا إلا ان شخصية ابن عربي موجودة بقوة .
لا يهمني ان اعرف مدى تأثر الكاتب بالصوفية من عدمه ، لكن ما كان يهمني ان اطلع على نص ادبي راقي ، يشدني في كل فصل للفصل الذي يليه ، وقد نال الكاتب هذا بجدارة واستحقاق في قراءتي لروايته فنقلني بين الجمل والفقرات ، والصفحات بدون ان اشعر كم قرأت ، من صفحاته ، فهو يحكي بأسلوب يختلط فيه القديم المنقول بحديث الأسلوب وسلاسته وابداعه .
تقع الرواية في مئة فصل ، واوراقها 590 صفحة ، انصح بقراءتها كسيرة ، كما أراد الكاتب ان ينقلها كسيرة ، وابتعد عن الاحكام والاختلافات بين الصوفية والمذاهب الأخرى التي أشار لخلافها مع الصوفية مجرد إشارات ولم يتعمق في الخلاف ، فيلقي لمحات منه ، دون ان يضع تفسيراً للخلاف ولا نقاط لحله .
قصة ممتعة ، وسيرة لا يمكن ان ينساها من قرئها بسهولة ففيها من العبر والقصص ، والتأملات الكثير ، ولن اتطرق لما أعتقد انا في مذهب التصوف ، بل ما يهمني العمل الادبي الذي استمتعت بقراءته .