هيا نلعب …

هيا نلعب، حتى يسقط الضعفاء، فنقتسم الغنائم، ونرقص على جثثهم، هيا نلعب بعقول الشعوب، لكي نسيطر على ما يملكون، فنحن كنا المحتلين، ونحن الحاضر ونحن من صنع تاريخ تلك الدول الغارقة في التفاهة وتظن أنها مستقلة، نلعب بهم لكي يروا أننا لا زلنا نسيطر عليهم، وننقلهم كالبيادق بين الرقع السوداء والبيضاء، فنحكم على من نشاء بالإعدام، ونولي من نشاء الحكم.

سنشعل لهم السماء بألعابنا، وتضل أعناقهم عالقة تراقب المشهد، في خوفٍ خاضعين، لكي يتجنبوا ألعابنا الخطرة التي كانوا يظنون أنهم يحسنون استخدامها.

هيا نلعب اللعبة التي نكررها كل عشر سنوات، فنشعل الفتيل، ونتركه مشتعلاً، ولا أحد يستطيع أن يقطعه سوانا، فإما أن نأخذ ما نريد عن طيب خاطر، أو نتركه يصل للبارود، فإن أطاعونا وأخذنا ما نريد، سنعطيهم بعض الألعاب النارية ليحرقوا بعضهم، ولن نتدخل، سنتركهم يتسلون بتلك اللعب حتى يملوا الموت.

هيا نلعب لعبة الأمم التي باعت كل شيء في الخفاء، وخزنت أموالها في البنوك، وحاكت مؤامراتها في الغرف المغلفة، نلعب لكي نكرس السيطرة، ونصنع قوانين جديدة، يعيدون من خلالها بيع ما تبقى من الأوطان، ودعهم يجمعون أموالاً أخرى غير تلك التي أصبحوا لا تعرفون مكانها، وسنساعدهم على نسج الأكاذيب الجميلة من أجل تمجيد العروش.

هيا نلعب، فلا إله في اللعب، ولا مساجد، ولا كنائس، فالألعاب لا يضع قوانينها الرب، ولا يبعث الرسل من أجلها، فتركوا الآلهة بعيداً عن ألعابنا، ألا تروا أن لا إله في الشطرنج، بل هناك ملك، ألا تعرفون أن الرسل جاءوا برسائل، ولم يأتوا بقنابل، ألم تقولوا أن الملائكة لا تحب الكلاب.

هيا، هيا، فكلما تأخرتم، تكون إمكانيات خصومك أكبر، فعليكم أن تلعبوا معنا من البداية، فربما تصلون للأدوار المتقدمة، وأنتم تعرفون بالتأكيد أنكم في النهاية ميتون، لكننا سنخلد أسماءكم “كأفضل اللاعبين الأغبياء”

صدمة العاطفة ..

لا توجد حدود للمشاعر، ولا قوانين، الشعور شيء غير ملموس لا يمكننا قياس مدى فاعليته من شخص لآخر ولا تأثيره في الأشخاص، فأحدنا تؤثر فيه دموع طفل بشكل بالغ وآخر تؤثر فيه تلك الدموع بشكل سطحي ولكل شخص تبريره الذي يستند إليه ولكل منا نظرته الخاصة للدموع، ممن تصدر ولما صدرت، أمور كثيرة تجعلنا نعطي لتلك الأحاسيس قيمة، أو نقلل من شأنها.

هي مشاعر تتفاعل في مساحة من أنفسنا لا يمكننا أن نصل إليها، كتلة كامنة لا ندري متى تنفجر، عاطفة الحب، لا نعرف متى تتملكنا، والحنين، وتأثير الذكريات، نقف أمامها عاجزين في أحيان كثيرة، ولا نجد تفسيراً منطقياً يبرر أو يفسر ردة الفعل على المشاعر المقابلة.

لو أخذنا عاطفة واحدة مثلاً: الحب لا نعرف متى نتخلص من تأثيره حين نقع فيه، أو متى نفيق من غيبوبته التي نتفاعل معها، دون أن نضع لها حدوداً ولا مدى وفي أحيان كثيرة تكون نتائجها كارثية، توصلنا لمرحلة الصدمة العاطفية أو الانهيار، نصاب بالصدمة في البداية والنهاية، في البدايات غيبوبة والنهايات ضياع، وفي كل منهما لا نتحكم في مشاعرنا سواء بالسرور أو الضيق.

يعترف العالم بأجمعه أن هناك مشاعر، لكنهم لا يعطوا تفسيراً واضحاً لتلك الأمور التي لا يمكننا التحكم فيها ربما يكتشفون إفرازات الغدد بعد حدوث ثورة الشعور، لكنهم لا يستطيعون أن يصنعوا شعوراً واحداً دون اكتمال عناصره.