قراءة في كتاب “رواية السيدة التي سقطت في الحفرة” للكاتبة إيناس حليم

أنا سقطت في حفرة وأنا اقرأ هذه الرواية، وأنت لا بد من أن تسقط في حفرة كما سقطت شخصيات الرواية في حفرها الخاصة، فكل إنسان له حفرة إما يسقط فيها بإرادته أو رغماً عنه، حفر تكمن في صدورنا تبلعنا بالكامل في لحظة ما، لا نستطيع أن نتحكم فيها بأنفسنا، تحفرها الحياة على مقاسنا.

“سقطت في الحفرة وغابت” سيدة في مدينة البحر الإسكندرية ابتلعتها الأرض يروي كل شخص حكاية مختلفة عنها فتمتزج الحكاية “الحقيقة” بالأسطورة والخيال والوهم، شادن تتوه بين الأطراف تبحث عن الحقيقة وتصدق الأسطورة وتطارد الوهم، وتستسلم لأقلامها حتى ينكسر آخرها على صفحة النهاية التي لم ولن تكشف حقيقة السيدة التي سقطة في الحفرة، لكنها تخلق حفرة بحجم كل شخص في صفحاتها وشخوصها، حفرة تجعلك تبحث عن حفرتك الخاصة التي تخاف أن تنظر إليها لكيلا يبلعك الظلام فتغيب كما غابت ميرفت.

بالنظرة المعكوسة للعالم التي رسمت في بداية الرواية، الفتاه التي تعلق قدماها على الجدار وتقف على يديها وتنظر للعالم بالمقلوب تستطيع أن تعرف أن الخيوط في تلك الرواية متشابكه مع تعقيد ناعم يشبه نسيج الصوف الذي تخلفه ابر “التريكو” فترسم دوائر ومربعات، تمائم وممرات مظلمة تختفي خلفها حقائق او أوهام ساذجة نرى منها جزء من المشهد، أوهام لا ترقى أن تكون حقائق لكننا نسعى ورائها لنبحث عن المجهول في سطور الرواية نتتبع الخطوات، ندخل البيوت، نقابل الأشخاص ونحاورهم مع تلك الفتاة الحائرة التي تبحث في حفرة عن سيدة عملاقة اختفت.

تغرق الرواية في التفاصيل الصغيرة والوصف الدقيق، في الأدراج المغلقة في النقاط السوداء التي تتسع ويختبئ تحتها كل ما نخافه، بالفعل كنت ابحث وأنا اقرأ الرواية عن الحفرة التي سقط فيها كل شخص مر ذكره، ثم بدأت ابحث عن حفرتي وحفر من حولي، وارفع القبعة للكاتبة أيناس التي خلقة فراغاً في الرواية لكي يسأل القارئ نفسه أين حفرتي.

ربما لا يحب البعض كثرة التفاصيل في الرواية وكثرة الأساطير، لكنها تُكون حقيقة الاعتقاد لدى البشر حين يعجزون عن تفسير حادث ما لا يجدون له مبرر أو لم يتمكنوا من معرفة حقيقته فيلجؤون لتبريرات تخرج عن الواقع ويستغل الموقف أصحاب الأهواء ليصلوا للشهرة ويتسلقون الحوادث.

رواية شيقة تقع في 311 صفحة انصح بقراءتها.

قراءة في كتاب رواية الحرب لـ د. محمد اليحيائي

قبل أن اقرأ هذه الرواية توقعت أن اجدها عميقة وتركيباتها تخرج عن المعتاد ولم يخب ظني حين بدأت، فحين تقرأ رواية للدكتور محمد اليحيائي يجب أن تتوقع أنك ستقرأ لشخص يُخرج المعاني من الأعماق وينقلك بأسلوبه الفلسفي بين مواقع مختلفة وأزمنة وشخصيات متنوعة ولا تتوقع أن تكون روايته مجرد سرد لأحداث منتظمة، بل يكون السرد في افق متحرك بين شخوص الرواية وأحداثها.

الحرب هو الموضوع، ثورة ظفار بما حملته من أثقال ومن قيم ومبادئ لم تتحقق على الأرض، التمرد على الواقع الذي نبتت أفكاره في الداخل ثم تشعبت ليوجهها الخارج لتفقد بذلك الكثير من قيمتها ومعناها الذي قامت من أجله، التغيير في الفكر والتغير السياسة وتصادم أفكار الثوار هي الأسباب التي قوضت الدعائم الأساسية التي قام عليها الثورة في الجنوب وجعل المحاربين يتصادمون بين الواقع المحلي والواقع الإقليمي هل يغيرون النظام في عمان أن يغيروا واقع المنطقة بأكمله، متناسين أن المواجهة لم تكن مع نظام منعزل، بل نظام تحاول القوى الفاعلة الكبرى حمايته بكل الوسائل.

وحين يفقد الأنسان البوصلة يتوه في أفكاره وهذا ما تجسد بشكل واضح في شخصيات الرواية فمنهم من يعيش أوهام الحرب ومنهم من تخلى عنها وأنتقل لصف السلطة ومنهم من رفض الواقع الداخلي وخرج ثم أخرج من جوفه كل ما ينتمي للماضي ليعيش حياه لا تمت لانتمائه القديم بصلة، وآخرون كانوا متفرجين يبحثون عن الحقائق التي لم يستطيعوا أن يقدموها للأجيال لتعرف القصة كامله، وتستمع لطرفي النزاع بشكل محايد.

تحتار وأنت تقرأ من هي الشخصية الرئيسية في هذا العمل، هل هو سعيد صالح أو سعيد قيصر أم هي كرستينا سعيد أم والدها سعيد علي، ستكتشف أن البطل الحقيقي في الرواية هي الحرب بكل ما حملته من أفكار ومبادئ وبما تعنيه من تمرد أراد أن يكسر الطغيان ويحقق الحلم، الحرب بما حملته من كوارث على أصحابها، وفعلته في المزاج وما قتلته من أمل، المحور الرئيسي الذي سيربط جميع الشخصيات والأحداث هي الحرب التي جرت في الجنوب وكانت تحمل أفكاراً اكبر من الواقع ولا تنتمي لتلك الأرض، فتكسرت بن التغيير السياسي وبين ردة الفعل العنيفة والأطراف التي وقفت في مواجهتها وضعف الأطراف الداعمة لها.

ستكتشف أن الأمل في التغيير باقٍ في النفوس لكنه لم يتبلور بعد، الألسنة ما زالت مربوطة بأعراف وقوانين وخوف يقيد العقول التي تريد أن تطرح مشاكل المجتمعات الخليجية بشكل صحيح وتبحث عن حلول حقيقية تجعل تلك الدول المشتتة كيانات لها أنظمتها التي تحترم مواطنيها وتبني مستقبلها بشكل صحيح تندمج فيه كل المكونات وتُطرح من خلاله كل الأفكار دون خوف.

استخدام ذكي للعاطفة من قِبل الراوي زاوج بين العاطفة والتردد بين البقاء في الوطن والرحيل، ولن يكتمل الشهد أمامك، بل يبقى مبتوراً يحتمل كل التوقعات، كما النتائج التي انهت الحرب وأبقت احتمالات تجدد الثورة وتجدد الغربة والمعتقدات، لكن الحب كما الأمل في النفوس لا يرحل ولا نهاية له.

المتعة التي ربما لا يتقبلها البعض هي تباعد فصول الشخصيات، فهناك أبطال حضروا بقوه في البداية ثم غابوا بين أبوابها كهوامش ثم يعودون بعد أن يظن القارئ أن دورهم أنتهى أو أنهم كانوا مقدمة تمهيدية للدخول لعالم الرواية، وكذلك بعض المشاهد التي تخرج عن سياق الرواية كمقال يصف مطعم إيطالي، أيضاً العودة للبعيد في حرب سابقة بين الأمام والسلطان لكن تلك المسافات الخارجة عن النص تعتبر دمج لواقع الشخصيات في المشهد القائم الذي يرسمه الراوي كمشهد عام.

الرواية ممتعة وعميقة وتحمل أسلوب متميز تقع في 360 صفحة وأنصح بقراءتها بشكل عام وللمهتمين بالشأن العماني والباحثين في التاريخ السياسي لمنطقة الخليج بشكل خاص.

جلسة نقاشية ..

قراءة في كتاب رواية “ناريا” للكاتب حسن علي أنواري

عندما تقرأ رواية ناريا للكاتب حسن علي انواري، تتصور للوهلة الأولى أنك تقرأ رواية خيالية، على عكس الحقيقة التي تكتشفها بعد بضع صفحات أنها تحاكي الواقع بمنطق الخيال، واحداثها التي تجري تسقط بسرعة في مخيلتك على احداث جرت منذ فترة قريبة، عايشها الكثيرون، تكتشف أن ظل الله في الأرض موجود بيننا وقادة جيشه ومخابراته يمثلون الحقيقة التي نحاول أن نتجنبها في الواقع.

النهر الفاصل، الهزائم والانتصارات، يستطيع القارئ أن يضع لها تواريخ ويسميها، لكنه يجد في النهاية الدرامية التي نسجها الكاتب تصورات أخرى، تنبت في عقله مع مشهد قتل “نحسو” بطل الرواية، أن الدكتاتور يمكنه أن يضع يده بيد عدوه لكنه لا يستطيع أن يضع يده بيد شعبه، وأن الكلمة التي يقولها العقلاء من الشعب هي مصدر القلق الأكبر لدي أي دكتاتور، وأن الدين اصبح لعبة يستخدمها الساسة للسيطرة على الشعوب، ورغم هذا التصور المتشائم، ستجد مبدأ مهم،  أن الأفكار الصحيحة لابد أن تصل للشعوب وتحقق أهدافها لا محالة، طال الزمان أو قصر.

الرواية سلسة بشكل كبير، لدرجة أنك تعتقد في بعض المراحل من القراءة أنها رواية للناشئة، لكنها تتعدى هذا التصور، حيث أن اسقاطات الأحداث على الواقع أعمق من أن توضع في نص يخاطب الناشئة وحدهم، بل يخاطب شرائح مستسلمة ومغيبة.

الفرق بين بين كتابة التاريخ والرواية الخيالية التاريخية، أن بها منطق ادبي يستطيع أن يتسلل لنفس القارئ بسلاسة تجعله ينظر للحدث من ناحين أدبية أو درامية وتفتح له مجال الخيال ليعيش الأحداث أو ينقلها لواقعه، أو يسقطها على احداث وقعت بالقرب منه منذ قترة، وهي أسلوب فعال يستخدمه الكتاب العرب للهرب من مقص الرقيب والأجهزة الأمنية.

صدرت عن دار أبجد

http://www.ebjed.com/single.php?view=1091

قراءة في كتاب ( رائحة الكتب ) لـ حسن علي أنواري ..

رائحة الكتب لـ حسن علي أنواري ..

يجب أن نقف قبل أن نتحدث عن هذا الكتاب ، حيث أن خارطة الأنسان الزمانية تحثه على أن يسير في الدنيا ليكسب المعرفة والعلم ، يكتشف ، ينظر ، يتأمل ويتعلم ، حتى النهاية ، طبيعة المعرفة البشرية طبيعة تراكمية تنتقل فيها المعارف والعلوم من جيل إلى جيل وتتراكم لتصل لمستوى جديد في كل زمن .

ربما سيقول أي قارئ محب للكتب أن السيد حسن انواري يمثله فما تطرق إليه في وصف طبيعة حبه للكتب والقراءة صورة تتكرر كثيراً عند محبي القارئة والمطالعة ، لكن ما يتطرق إليه الكتاب لا يعني كاتبه فقط فروح المعرفة التي تسيطر على الذات تدفع صاحبها للمزيد دون أن يشعر ، المزيد من العلم يتطلب المزيد من القراءة والاطلاع ، الثقافة أيضاً تتطلب التنوع المعرفي ، وحين تكون المطالعة للتعلم والمعرفة تكون القيمة مضاعفة .

سيرة قارئ هذا ما يمكنني أن اسميه ، فهو تحدث عن رحلته مع القراءة من نقطة الصفر وهي قرائه للكتاب الأول وحتى اليوم الأخير الذي كتب فيه أخر جملة في كتابه ، مروراً بكل المراحل الزمنية في حياته برفقة كتبه وقراءاته ، وهذه لمحة لا تعني الكاتب فقط بل يجب أن تنتقل هذه الرغبة للأجيال لكي يكون الكتاب هو وسيلة المعرفة الحقيقية والصديق الدائم ، الذي لا يجب الاستغناء عنه أبداً .

الكتاب جميل ومستفز يجعلك تضع نفسك في مجال المقارنة لتنظر لمكتبته وما تحويه وقراءاتك وما لفت أنتباهك منها وما تعتز به من كتب .

قراءة في رواية العالم لـ خوان خوسيه مياس ..

قراءة في رواية العالم لـ خوان خوسيه مياس ..

أظن أن أي كاتب سوف يقرأ هذا العمل سيشعر بسهولة أن كاتب الرواية يتحدث عن نفسه ، ولا تعني هذه النقطة شيء في الواقع ، لكن صياغة نقاط الارتكاز التي تتضح كبؤر في حياة الكاتب يعود إليها في اعماله دائماً وهو الأمر الذي يشير له الكاتب بانتظام في روايته العالم والتي أستطيع أن اسميها عالم مياس الذي جعله يكتب ، يجعلنا نركز في كل الاحداث لنكتشف الكاتب نفسه .

الرواية سلسه وأستطيع أن اجزم أنها كذل بلغته الأصلية التي كتبت بها ، لأن الكاتب يتحدث عن نفسه دون قيود بل يرحل عنها ويعود لها دون قيود ، يكرسها في اعماله ويستوحي منها ويضيف إليها المزيد من الأحداث ، ثم يعود ويضع نقطة ارتكاز أخرى في نفس الحدث كأنه كان يكتب من ذاكرته المجردة دون أن يكون هناك إعداد مسبق لما يريد أن يكتب .

الخيال الذي يتحدث عنه الكاتب والذي تشك أحيانناً أنه حقيقي في بعض القصص ثم تبدأ تشكك هل القصة كلها خيال أم أن القصة واقعية أم أن بعض اجزائها واقع والآخر خيال ، فمهارته حين يضع مشهد خيالي في وسط مشهد حقيقي ينقلك لتصور آخر ثم يعيدك لنفس المشهد الحقيقي فتبدأ المقارنة بعد أن تنتهي من المشهد لتكتشف ما هو حقيقي وما هو مزيف إن استطعت التمييز .

أظن أن كل من سيقرأ الرواية سيقرأها بسلاسة ، لكن من يستطيع أن ينتزع منها الحقيقية ومن يستطيع أن يكتشف الخيال ومن سينقل الحدث على أرض الواقع ليعرف ما يعنيه الكاتب من ابعاد في قصص اثرت فيه لدرجة أنها اصبحت نقاط عميقة في نفسه يعود إليها لا شعورياً في أي زمان وأي مكان ، وهنا نجد أن الكاتب حبيس تلك المواقف التي تسكنه ، كل مشاهد الطفولة من بؤس ومن ألم ومن خيال واغراء وامل ، تسيطر عليه لدرجة أنه لا يستطيع أن يتخلص منها  وإن اجتهد وأن تعاطى الحشيش أو أي شيء آخر يساعده لكي ينفصل عن الواقع ، واقعه الذي يعيشه في داخله ونزعة الا انتماء التي يعيش فيها .

ورغم أنه لا ينتمي لعالمه يكتشف أن العالم كله يعرف أنه مياس ، وقد كرس هذه المسألة في المشهد الأخير من الرواية حين ناداه الرجل “مياس أرجوك ساعدني” كأنه أكتشف أن مياس هذا ليس والده بل هو وهو في واقعه حقيقة وإن لم ينتمي هو لعالمه فعالمه ينتمي له بالفعل .

الكثير من الاسقاطات في الرواية يمكننا أن نقف عندها فالكاتب ربط بين أمور كثيرة يمكننا أن نكتشف بسهول أنه لا يربطها شيء حقيقي لكنها ترتبط في عقله بين حالة عاش فيها وآلة كالمشرط مثلاً أو القيد الذي وضعه في حياته “فوبيا الأماكن المزدحمة” وعودته من نفس النافذة للبدروم الذي كان يراقب من خلاله الشارع فلم يتخلص من هذه المسألة لأنه عاد من نفس النافذة لمكانه ولم يغير وجهته ويعود من الباب الصحيح .

الدين في الرواية ، الكنيسة الألم جهنم الجنة لا تغيب عن واقع الكاتب الذي قال “فكرة الخلاص في ثقافتنا ترتبط بتفادي جهنم أكثر من الفوز بالجنة” وكأنه يخاطب الواقع سواء كان واقعه المسيحي أو واقع أي دين على وجه الأرض ، لكنه يبتعد عن الدين ثم يعود إليه يهرب منه ويجده أمامه في كل مكان ، يهرب من الأكاديمية التي تشرف عليها الكنيسة لما يعانيه فيها من تعذيب ليعود ويلتحق بمدارس اللاهوت ليصبح قسيساً ثم يخرج من كل هذا ويصبح كاتباً ، لكنه لا يستطيع أن ينسلخ من واقع الدين الذي يحاصره ، في الرماد الذي سيؤول إليه كما آل إليه كل الراحلين قبله .

الرواية جميلة وسلسة والعالم هو عالم خوسيه مياس الذي لا يريد أن يستغني عنه تقع الرواية فيما يقارب 240 صفحة ترجمتها جيدة جداً .

قراءة في كتاب ( في ظلال جدي ) للكاتبة د.هيا المعضادي ..

IMG_20191009_194708

قراءة في كتاب .. ( في ظلال جدي ) للكاتبة د.هيا المعضادي ..

كتاب صغير جداً به قصص قصيرة ، ظننت في البداية اني سأعاني حتى أكمله لكن وجدت العكس تماماً ساقني الأسلوب أن انهيه في جلسة واحدة ، لفت انتباهي قصص البداية التي كتبتها د. هيا المعضادي وهي تروي قصة طفلة تتحدث عن تفاصيل حياتها اليومية ، تتحدث عن الأشخاص الكبار الذين نشاهدهم عظماء ونحن في سن صغير تتحدث عن الأشياء العادية التي كنا ننظر إليها باندهاش وانبهار ونحن صغار ، كأنها تكتب بدايات الحياة البسيطة لتقول لنا انظروا الفرق الهائل بين الماضي والحاضر ، واضن ان ما كتبته على لسان الطفلة الصغير يمثل شيء من واقع حياتها هي في الستينات ، ورسخت به تفاصيل الحياة في ذلك الوقت بعين طفلة .

بعض القصص كانت تجمد موقف او تصف موقف واحد فقط لكنها شيقة تثير الأفكار والتساؤلات ، ولفت انتباهي القصة الأخيرة ( بعيداً عن الديرة ) وهي تتحدث عن اسرة كويتية كانت في ضيافة اسرة قطرية في فترة غزو العراق للكويت ، ولفت انتباهي انها لم تذكر اسم أي دولة ، ولا اسم أي رئيس ، ثم اكتشفت اني اركز على الشخصية الرئيسية في القصة ( لولوة ) فكل شيء يقودك ان تتبع تلك الشخصية .

hdrpl

يمكنها أن تكتب اكثر أو لماذا لم تكتب أكثر ؟ هذا بالضبط ما خطر في بالي عندما انتهيت من قراءة المجموعة القصصية فالأسلوب الذي تكتب به د.هيا المعضادي أسلوب شيق وممتع لم اطلع على إصدارات أخرى لها لمني أتمنى أن لا يكون هذا هو الإصدار الأول والأخير .

قراءة في كتاب ( فراش الشيطان ) لـ خيري رمضان .

فراش الشيطان لخيري رمضان.jpg

قراءة في كتاب ( فراش الشيطان ) لـ خيري رمضان .

     كتاب جيد ، هو عبارة عن قصص أرسلها القراء لمحرر في احدى الصحف ، تتناول مشاكل شخصية كلها تتمحور حول العلاقات الاسرية والعلاقات المحرمة ، وانحرافات البعض ، سلوكياً واخلاقياً ، ويذيل المحرر القصة ببعض النصائح ويستقبل بعض الردود المتفاعلة مع تلك القصة التي نشرت .

     يعتبر الكتاب للعبرة اكثر منه للمعرفة ، لأنه تدخل فيه الكثير من الأمور الشخصية والدوافع الفردية التي يحيكها أصحابها ربما للتخلص من تأنيب الضمير أو الاعتراف بأخطائهم خلف أسماء مستعارة أو لمعرفتهم السابقة بأن أحداً لن يعرف من هو صاحب القصة الحقيقي .

     أنا شخصياً لا احب هذا النوع من الكتب ، مع اني استمتع أحياناً ببعض القصص التي أجدها وأنظر لبعض القصص انها مفبركة لتكمل الشكل العام للكتاب ، ولا ادعي هذه النظرة السلبية من قراءتي لهذا الكتاب لكني اشك في بعض القصص انها حصلت بالشكل التي رواها كاتبها .

     يقع الكتاب في 207 صفحات من الحجم الصغير ، الكتاب شيق في بعض جوانبه ، ومؤلم في جوانب أخرى ، وهو ممتع لمن يحب هذه النوعية من الكتب .

قراءة في كتاب ( رواية الشيطان والانسة بريم ) لـ باولو كويلو ..

9789953882550-uk.jpg

قراءة في كتاب ( رواية الشيطان والانسة بريم ) لـ باولو كويلو ..

الشيطان والانسة برايم ، او الشيطان هو الانسة بريم ، او شخصية الشيطان تنتقل من شخص لآخر لتضع ملامح الانسان وأمانيه وخيالاته ، انتصرت الانسة بريم على الشيطان ، لتكون شيطان بملامح أخرى وأفكار أخرى ، لتصبح شيطاناً يستطيع ان يستغل الشيطان الذي كان يهدده ، ويبتزه نفسياً .

تحمل الرواية الكثير من المشاعر ، والتناقضات النفسية ، وهذه شيء جسد بشكل جيد ليمثل النفس البشرية التي تتقلب في الأفكار بين الشر والخير بين الرغبة والطموح ، وبين ما تريده هي وما يريده الجميع ، والطمع في ما هو للجميع ، والافكار التي تتسلسل ، لتصل بصاحبها لهدفه ، وان كان هدفها نبيلاً يحمي المجتمع ، لكنها لا تخلو من أطماع النفس البشرية التي تريد ان تستحوذ على القيمة دون الجميع .

هو الشيطان يغزل مكائده حول البشر ليرتكبو الجرائم والمعاصي برغبة ، وطمع ، هو الشيطان الذي ، يكسر الصور النمطية ويقلب المجتمع ليتصارع مع ذاته ، فيدمرها ، فالشيطان على شكل بشر ، والانسان يسير بعقل شيطان ، والرغبات والاطماع ، يمكنها ان تدمر الأشياء الجميلة ، وتكسر الهدوء لتأتي بالصخب والضجيج ، والدماء .

الرواية تجسد كل تلك المشاعر في صراع ببين الانسة بريم والشيطان الذي يمثله الشخص الغريب ، المجهول ، وبين صراعات الانسة بريم مع نفسها وعقلها ، ومجتمعها ، مع رغبتها في المال ، وخوفها على المجتمع ، والصراع في المجتمع ، والعقل المسير نحو الطمع ، الذي يلغي كل الاعتبارات من اجل المال ، ثم تأتي الأفكار البسيطة لتكسر تلك الصورة وينتصر العقل والأفكار السليمة ، على كل الأفكار الخبيثة ، تأتي الانسة بريم في صورة ملاك ، لكن ذلك الملاك يستحوذ على الثروة ويدع المجتمع في صورته النمطية العتيقة .

الرواية ممتعة ، وبها الكثير من العبر وتجسد النفس البشرية وصراعاتها ، رواية صغيرة لكنها مفيدة انصح بقراءتها .

 

قراءة في كتاب ( دراسة استشراقية في المذهب الإباضي ) للكاتب جون كرافن ولنكنسون .

Bn_T8teIUAAtk1Y

 

 

قراءة في كتاب ( دراسة استشراقية في المذهب الإباضي ) للكاتب جون كرافن ولنكنسون .

 

 

كتاب أو لنقل انه يجمع بين الكتاب المفيد والمرجع، وهو يتطرق للفكر الإباضي منذ البداية وحتى نهاية حكم الأئمة ثم يسرد التاريخ للقرن الثاني عشر، يقع الكتاب في ما يقارب الستمائة صفحة مقسم لعدة اقسام حسب مراحل تطور الفكر الاباضي وحتى تحوله لمذهب، لا يطرح الكاتب فكر الخلاف مع المذاهب الأخرى من منظور ما هو الصحيح وما هو الخاطئ، بل يطرح تلك الأفكار ويناقشها من خلال الجدل الذي يقع بين الأئمة والمفكرين في الإباضية ، ووجهة النظر الراجحة، وتبني الفكرة النهائية، وهذا دليل على حرفية الكاتب حيث انه لم يخرج من الاطار العام لأبحاثه التي حددها في الفكر الاباضي بكل أفكاره ومراحله .

يتناول الكاتب الانساب بشكل مكثف في بداية الكتاب، ويركز على أشخاص معينين ثار حولهم الكثير من اللغط والكثير من الجدل، فيضع بعضهم في الواقع كشخصيات كانت موجودة ومؤثرة، وينفي بعضهم للخيال أو الأسطورة، وهذا امر واقع للكثير من الشخصيات في بداية تكون الدولة الإسلامية، حيث لم يكن التوثيق معتمد بشكل كبير إلا للكتاب ( القرآن ) والسنة النبوية، وكذلك كثرة الفِرق التي كانت تعمل في الخفاء وكانت تنقل تعاليمها ومعلوماتها بشكل شفهي دون ترك أي مستند يدينها ، لتتجنب الملاحقة .

يُرجع الكاتب الفكر الإباضي بشكل عام للعمانيين ، من الازد وكنده ويتحدث عن هجرتهم مع الفتوحات الإسلامية ومن ثم نشاطهم في البصرة وأبعد منها في أقاليم مثل خراسان وكيف انتقل ذلك الفكر للحاضنة الرئيسية عمان، وكيف تطورت ونشأة الإمامة هناك، ويُفصل في طريقة اختيار الإمام ، ثم ينتقل لتاريخ الأئمة، وتبلور الفكر الاباضي في زمنهم، والصعوبات التي واجهتها الدولة، والأزمات كذلك، ويشرح كثيراً كيف كانت إدارة الدولة، والاحكام الشرعية في ادارتها، وتطرق لقانون البحار لأن الدولة العمانية كان لها نشاط قوي في هذا المجال ولم يكن هناك الكثير من الاحكام في هذا الجانب لدى المذاهب الأخرى، كما تطرق لأنظمة الري والزراعة والتجارة ، والكثير من الجوانب .

الكتاب بشكل عام ذا قيمة معلوماتية عالية ، لكن لا اضنه هو الوحيد الذي يمكنه ان يرسم الصورة كاملة عن الفكر الإباضي ، ولو أردنا ان نراجع ذلك الفكر يجب أن ننظر إلى ثلاثة جوانب مهمة ،

1 – ما كتب من الإباضية انفسهم .

2 – ما كتب في نقد الفكر الإباضي .

3 – ما كتبه المستشرقون في هذا الجانب .

هذه الصورة التي تكونت لديّ بسبب أن الكاتب كان يركز في مراجعه على كلام المستشرقين بشكل كبير ورغم أنه يرجع لبعض المراجع العمانية إلا أنه ينظر لما كُتب من المستشرقين أولا ثم يعود لما كُتب في المراجع العمانية، أو ما وجده لدى المؤرخون العرب، ولا أخالفه الرأي في أن الكثير من المراجع العربي التي تؤرخ لتاريخ الدول تتأثر بسلطان الحاكم، وتتلون حسبما يريد .

هذا الكتاب جعلني انظر للفكر الإباضي بشكل أوضح، وبسببه عرفت جوانب لم أكن مطلع عليها سابقا، كما أنه صحح لديّ بعض المفاهيم التي كنت اعتقد انها صحيحة، ولذلك انصح بقراءة الكتاب وأنا متأكد أنه لن يعجب الكثيرين لأنه يحتاج لتركيز كبير جداً لكي نجمع الخطوط المتوازية التي يرسمها الكاتب في بداية كتابه وبالتحديد في مسألة الانساب والشخصيات التي يلفها الكثير من الغموض .

قراءة في كتاب رواية ( جمهورية كأن ) لعلاء الاسواني .

38388790

قراءة في كتاب

رواية ( جمهورية كأن ) لعلاء الاسواني .

 

وكأنها كانت ثورة ، وكأن شعب مصر قد ثار ، وتمرد على النظام القائم منذ ثلاثين سنة ، وحطم القيود التي كانت تكبله ، وتقيده ، وتمرد على الظلم والهوان ، وفك القيود إلى الابد ، رواية جمهورية كأن ، شيقة ، ممتعة ، فصياغتها جميله ، وشخصيات الرواية واضحة الملامح ، واضحى الأهداف ، تسير الشخصيات بخطوط متوازية تتصادم ولا تتلاقى ، ينقطع بعضها ، ويسير بعضها وكأنه للأبد ، بشكل متصل ودائم ، وترتسم الصورة التي نجدها في الواقع ، نشك أنه كانت هناك ثورة ، فكل شيء عاد لنقطة الصفر ، أو تحت الصفر .

محور الرواية الرئيسي ، هو الثورة ، لكن المحور المكتوب بين السطور في الرواية ، هو القبضة الأمنية الحديدية التي تسيطر على مصر ، وتتحكم في مفاصل الدولة ، ربما تختفي تلك القبضة قليلا ، لكنها لا تتلاشى بل تعمل في الخفاء ، لتعاود الظهور من جديد ، بشكل أقوى ، وأعنف ، وأشرس .

شخصيات الرواية تمثل القطاعات المهمة التي تواجدت وقت الثورة ، الأمن ، ولم يحدد الكاتب أهو الجيش أم الشرطة ، فنجد انه يتحدث عن الاعترافات لتفكر في الداخلية ، ثم يتحدث عن خطة لإجهاض الثورة والسيطرة عليها ، فتعود لتفكر في الجيش ، ثم يتحدث عن الاعلام ، وقد ابدع في هذا الجانب ، رغم أنه كان يجب ان يتناول الاعلام في أكثر من شخصية ، ثم التائهون في الأرض ، اليساريون والشيوعيون ، الذين ثاروا في القديم ، ثم استسلموا للواقع الجديد ، وركبوا جواد السلطة والمال ، وفي النهاية ، الثوار الجدد ، الشباب ، وما قدموا من تضحيات .

تنتقل الرواية من مرحلة النصر للثوار ، والشعور بالفخر ، ثم الإحباط ، والهرب من الواقع بمغادرة مصر ، أو الاستسلام  للواقع وتقبل السجن ، أو التصفية ، وهذا هو ما خلصت له الثورة المصرية المجيدة التي حدثت في 2011 ، فقد تعمد الجهاز الأمني في مصر ، ان يكرس الشعور القوي بالإحباط لدى الشباب بالذات لكي لا يفكروا مجدداً في الثورة .

يوجد نقطة اثارت حفيظتي ، فكلنا نقر أن من قام بالثورة هم الشباب الذين لم تلوثهم السياسة ، ولم يتحزبوا ، لكن لا يمكن بأي شكل من الاشكال أن يلغي الكاتب الإسلام في المجتمع المصري ، أو أن يلبسه فقط ثوب الخيانة والمؤامرة ، ولو كان يريد أن يبعد النظرة الدينية عن المشهد ، لما جسد لنا شخصية المسيحي المنخرط في الثورة ، كما انه جسد المسيحين بواقعهم السلبي والايجابي ، لكنه كرس صورة المسلم في ثوب الخيانة .

لا يهم كل هذا فالرواية تشكل عمل ادبي يستحق التقدير ، عمل ممتع في مضمونه ـ أحيا في نفسي الكثير من المشاهد التي رأيتها في تلك الفترة ، المشاهد التي صرخنا فيها مع الشعب المصري ، والتي صرخنا فيها من أجل الشعب المصري ، وعشنا معهم مرحلة الإحباط المريرة التي لا تريد أن تنتهي حتى الآن .

 

 

قراءة في كتاب ( مزايا الديمقراطية ) ، مجموعة مؤلفين .

قراءة في كتاب ( مزايا الديمقراطية ) ، مجموعة مؤلفين .

مورتون هـ. هالبيرين ، جوزيف ت. سيجل ، مايكل م. وبنستن.

يتحدث الكتاب عن المزايا التي تنتج عن تطبيق الديمقراطية ، في الدول كافة ويركز على الدول ذات الدخل المحدود ، التي لا تملك ثروات ولا تعتبر دول غنية ، وركز الكتاب في الفصل الأول والثاني : على نقض فكرة ان الدول النامية أو الفقيرة من الأفضل ان تكون دكتاتورية ، وبدأ ينقضها في كل التفاصيل ، واعتمد على إحصاءات وجداول ، وحساب معدل التنمية ومستوى الدخل ، بين دول فقيرة ، بعضها ديمقراطي وبعضها ديكتاتوري ، واستطاع ان يثبت أن معدلات التنمية ، في الديمقراطية هي الأفضل ، ولو بنسبة بسيطة ، وان حالات الانهيار المالي ، تكون كارثية في الدول الدكتاتورية ، وكذلك الديمقراطية ، لكن الديمقراطية لا تتأثر بنفس مستوى تأثر الدول الدكتاتورية ، لوجود انظم ، وقوانين وتسلسل سليم للسلطات .

في الفصل الثالث : ثم تحدث الكتاب عن أساليب تدعيم  الديمقراطية ، ومعوقاتها ، وقد ادرج ان الركود الاقتصادي يشكل التهديد الأول للديمقراطية وان المجتمعات التي تتحمل أعباء الديمقراطية هي التي تستطيع ان تكمل مسيرة الديمقراطية ، وأشار ان الديمقراطيات دائما تولد في ظروف صعبة ، إلا ان النظم الديمقراطية تنفتح على التنمية والاقتصاد بشكل سليم ، مما يرفع معدل الدخل ، ويحسن القدرة الشرائية ، وكذلك أشار إلى ان الحكومات الديمقراطية تعاملها مع الشدائد والأزمات ، وتحبط روح الاستبدادية بين القادة المتنافسين على الحكم .

في الفصل الرابع : يتطرق الكتاب إلا الديمقراطية والامن ، وان النظم الاستبدادية تعرض السلم العالمي للخطر لان احتمال ان تشن حرب ، او تتورط في نزاعات أهلية ، اكبر من النظم الديمقراطية بكثير ، حيث يتم في الدول الديمقراطية البحث عن الحلول ، لا البحث عن الصراعات المسلحة ، وتطرق الكتاب إلى دعم الولايات المتحدة لنظم غير ديمقراطية ، وإقامة تحالفات معها مما سبب نزاعات وركود اقتصادي في تلك الدول ، وربط الكتاب الامن العالمي بالديمقراطية بشكل كبير ، لان النظم الديمقراطية نظم شفافة تقوم على مبدأ المحاسبة وعجم التفرد بالسلطة والقرار .

في الفصل الخامس : يتطرق الكتاب الى التنمية وعلاقتها بالديمقراطية ، وان نظام  الحكم هو الطريقة التي ينظم بها المجتمع نفسه ليحقق أولوياته وتطرق إلى المساعدات التي تقدم للدول النامية الفقيرة التي تسير على النهج الديمقراطي او التي تسير إليه ، وانه احياننا تكون المساعدات سلبية لتلك الدول النامية ، وركز على ان المساعدات يجب أن توضع ضمن دراسة للدولة والمجتمع ، وحالته الاقتصادية ، لتقليل الاضرار التي تصيب الافراد نتيجة الإصلاحات الاقتصادية ، وركز على ضرورة ان يراعي المانحون ، واضنه يقصد البنك الدولي ، مراعاة الجداول الزمنية للتغير والإصلاح الاقتصادي .

في الفصل السادس : يتحدث الكتاب عن الديمقراطية باعتبارها الخيار التلقائي ، وان المساعدات التي تقدم للدول ، تستخدم في النظم الديمقراطية بشكل افضل من غيرها من النظم الأخرى ، وان الديمقراطيات هي التي تكفل التوزيع السليم للمساعدات ، وتضمن التطوير في المؤسسات بشكل شفاف ، وحث الكتاب الولايات المتحدة على تقليص مساعداتها للأنظمة الاستبدادية .

في الفصل السابع : يركز على دمج الحكومات والنظم الديمقراطية في عملية التنمية ، وعلى ضرورة دمج السياسة والاقتصاد ، لتقوم الديمقراطيات في العالم النامي بدور محوري في التنمية .

الفصل الثامن : وسماه الكتاب ، السباق العظيم ، ورفض وضع الاستقرار والسلم فوق كل اعتبار اخر ، وان هذا الوضع يخلق عدم استقرار اكبر ، وركز الكتاب على ضرورة ان تقوم السياسات المتبعة مع الدول النامية على محاربة ثالوث التحديات ، والتي حددها في ( الفقر ، الصراع ، الحكومات الاستبدادية ) ، ويشير إلى أهمية تخليص العالم من الطغاة .

قراءة في كتاب ( التيارات الفكرية في الخليج العربي ) لـ مفيد الزيدي .

التيارات الفكرية.jpg

طرح الكتاب ، حركة المجتمع في الخليج العربي والقوى الاجتماعية والبنى الاقتصادية والتركيبة السياسية وتطورها ، والحركات التي قامت في الخليج العربي في الفترة المشار إليها في المقدمة ، وأشار الكاتب أن هذه الدراسة مهمة لفهم اعمق واوسع للخليج العربي ، في فترة شبه مجهولة للمنطقة .

     تطرف الكاتب لفترة ما قبل النفط ومرحلة ما قبل ظهوره ، حتى عهد الاستقلال ، وقد شرح وضع الاقتصاد التقليدي قبل النفط ، والتحول الاقتصادي التي تم ، وتحول دول الخليج العربي لدول ريعية ، والقبيلة وحكم المشيخة ، وطبيعة المجتمع والهجرة العكسية التي بدأت بعد اكتشاف النفط ، وكيف نشأ الفكر السياسي ، وابرز الحركات التي قامت الليبرالية ، القومية ، الإسلامية ، الماركسية .

    الكتاب ممتع ، لأنه يتطرق لفترة مجهولة لدى الكثيرين ، حيث ان الكثير يجهل مدى تأثر المنطقة بالأفكار السياسية والاقتصادية ، ويجهل الكثير من جوانب المجتمع الخليجي ومراكز القوى ومراكز الفكر والثقافة في منطقة الخليج التي كانت البحرين والكويت هي الدولتان الأكثر وعياً ، والأكثر تأثراً بالتعليم والأفكار المختلفة ، البحرين لأنها كانت مركز الحكم البريطاني في الخليج والكويت لقربها من العراق وايران ، لكن هذا لم يمنع ان تكون هناك حركات فكرية في مناطق أخرى من الخليج ولو بشكل اضعف .

    الحركات الفكرية الرئيسية التي تبلورت في الخليج العربي كما تطرق لها الكاتب الليبرالية وهي الاقدم ولا تزال موجودة حتى الآن ثم القومية العربية التي بدأـ في الانتكاس بعد موت الرئيس عبدالناصر ، والحركات الإسلامية ، والماركسية التي تأثرت ، وما مدى تأثير تلك الحركات في المجتمع وما مدى تأثير المجتمع في تلك الحركات الفكرية .

    الكتاب رسالة دكتوراه ، تتناول التيارات الفكرية في الخليج العربي في الفترة من 1938 إلى 1971 ميلادي يقع الكتاب في 400 صفحة في خمس فصول ، الكتاب ممتع رغم انه رسالة اكاديمية لكنه يحمل قيمة علمية وثقافية وتاريخية صيغة صياغة ممتعة .

 

قراءة في كتاب ( أرجوكم لا تسخروا مني ) لجودي بلانكو .

item_XL_6587250_4127691

قراءة في كتاب ( أرجوكم لا تسخروا مني ) لجودي بلانكو .

رواية أو سيرة ذاتية ، تحكي فيها الكاتبة معاناتها من الاضطهاد ، في مراحل الدراسة المختلفة ، وتتحدث عن المنبوذين اجتماعياً في مرحلة المدرسة من أقرانهم ، ومدى المعاناة التي يعيشونها في تلك الفترة من حياتهم .

تصف الكاتبة بعض المشاهد بدقة فائقة ، وتنتقل من مرحلة إلى مرحلة لتصف تطور تلك الأساليب التي يستخدمها المتنمرين في المدارس والضغوط التي يمارسونها على سائر الطلاب في المدرسة .

القصة مشوقة ، ومريحة في القراءة ، ربما تشخص حالات التنمر وحالات الضعف ، وتضع خطوط ربما يعود لها الباحثين أو الدارسين  في هذا المجال ، كما تتيح هذه القصة أو السيرة للقارئ أن يقارن ويعرف الاختلاف بين المجتمع الذي يعيش فيه والمجتمع الأمريكي .

لا أجد شيء انتقد فيه الكاتبة سوى النهاية التي اعتبرها أن الكاتبة بالغة حين تحدثت عن مسامحة الجميع ، والاهتمام بهم بعد كل تلك الاحداث التي روتها في سيرتها المؤلمة .

تقع الرواية في ما يقارب الـ 300 صفحة ، وللكاتبة مؤلفات أخرى ، انصح بقراءة الرواية للآباء والامهات ، ومن يقوم على شئون التعليم ، او بالأحرى من يعمل في المدارس .

قراءة في كتاب ( اللغة الصامتة ) ل ادوارد تي هول

اللغة الصامتة
كتاب شيق يجمع بين الفلسفة وعلم الاجتماع يقع في 260 صفحه مؤلفه ادوارد تي هول .. يحمل شهادة الدكتوراه ..
وهو يتحدث عن الفروقات في المجتمعات المختلفة ما هو متقبل في مجتمع .. ومرفوض في اخر .. مثل الوقت يحترم في أمريكا بشكل قوي وفي المكسيك .. لا يعطى نفس درجة الاهتمام .. وبشكل اخر ان السلوك الإنساني يختلف من مكان لمكان ، ومن مجتمع لمجتمع ، ولو تشابهت المواقع والملابس والأدوات … فالمجتمعات مختلفة ..