قراءة في كتاب “رسالة في اللاهوت والسياسة” لـ سبينوزا الفصل الرابع

الفصل الرابع

القانون الإلهي:

كل ما يأتي في هذه المقال مستند لشرط سبينوزا في البحث “تفسير الكتاب المقدس بالكتاب المقدس” ولم يلجأ إلى كتاب غيره لذا وجب التنبيه أن كل ما يرد لا يعني أي شيء آخر غير ذلك.

لفظ القانون مأخوذ بمعنى المطلق، على كل حالة يخضع لها الأفراد منظوراً إليهم كل على حدى، والقانون إما ضرورة طبيعية أو قرار إنساني، وهنا يسمى قاعدة تشريعية وهو أن يفرض البشر على أنفسهم أمراً يلتزم به الجميع ليجعلوا الحياة أكثر أمناً وسهولة.

  • لأن الإنسان جزء من الطبيعة فهو جزء أيضاً من القدرة الطبيعية والقانون يتوقف على قرار يتخذه البشر، وهو يعتمد على قدرة الذهن الإنساني، ويمكننا بوضوح تصور أن الذهن الإنساني قادر على الصواب والخطأ.
  • القانون يعتمد على قرار إنساني؛ لأن علينا أن نعرف الأشياء، ونفسرها بعللها القريبة؛ لأننا نجهل الأشياء وتسلسلها في الواقع.

عادة ما نقصد بالقانون أمراً من الأوامر يستطيع الناس تنفيذه أو إهماله على أن يكون مفهوماً أنه يحصر قدرة الإنسان في حدود معينة، لذا ابتدع المشرعون مبدأ العقاب ليسيطروا على العامة، فمن يطيع القانون يعيش تحت سلطة القانون، ويلتزم غير المطيعين للقانون خوفاً من العقوبة، لكن في القانون شرطاً أساسي وهو العدالة فهي إرادة ثابتة ودائمة لإعطاء كل ذي حقٍ حقه.

القانون الإنسان ينظم الحياة، ويحافظ على الإنسان والدولة، والقانون الإلهي قاعدة لا تهدف إلى للخير الأقصى بمعنى أنه يهدف إلى المعرفة الحقة وحب الله، ففي معرفة الله وحبه خيرنا الأقصى وسعادتنا، ويضع سبينوزا نقطة هنا ليشرح ما يقصد أن جميع الأفعال الإنسانية التي تؤدي إلى المعرفة الحقة وحب الله موجودة فينا كفكرة يمكن أن تسمى أوامر الله، لأن الله مصدرها بقد ما هو موجود في أنفسنا.

حب الله عندما يكون غاية أخيرة لجميع الأفعال يكون الإنسان متبعاً للقانون حباً لله لا خوفاً من عذابه؛ ولذلك يتلخص القانون الإلهي في حب الله باعتباره الخير الأقصى، ويعتبر سبينوزا أن شريعة موسى قانون إلهي؛ لأنها صدرت من نور النبوة.

القانون الإلهي:

  1. شامل يعم الناس جميعاً مستنبط من الطبيعة الإنسانية في طابعها الكلي الشامل.
  2. يعرف عن طريق تأملات الطبيعة البشرية وحدها فمعرفة الله يجب أن تنشأ من أفكار مشتركة يقينية معروفة بذاتها، يقول سبينوزا في هذه النقطة ((من المحال إذاً أن يكون تصديقنا بالروايات التاريخية شرطاً لا نستطيع بدونه أن نصل إلى الخير الأقصى)) لكنه يقر بفائدة الروايات التاريخية في الحياة الاجتماعية.
  3. القانون الإلهي لا يقتضي إقامة الشعائر والطقوس إلى إذا كانت ترمز لخير ضروري للخلاص.
  4. القانون الإلهي يعطينا معرفة القانون نفسه أي معرفة الله وحبه باعتبارنا موجودات حرة حقاً ذات نفس صافية وثابتة                                                                    

نقاط البحث في القانون الإلهي:

1-هل نستطيع بالنور الإلهي تصور الله كمشروع أو كأمير يسن القوانين للبشر: إرادة الله مجازية وليست قطعية ويستشهد سبينوزا بقصة آدم حين نهي عن الأكل من شجرة علم الخير والشر، فلو أن أمر الله له بعدم الأكل من الشجرة قطعي لما استطاع آدم أن يأكل من الشجر، وبما أنه أكل فإن إرادة الله مجازية، أي ان الله كشف لآدم الخير والشر الناتج عن الأكل من الشجرة، وأن آدم استنتج من هذا القانون أن خيراً أو شراً ما سيقع في حال قام بالفعل المنهي عنه، ويربط سبينوزا هذا بالعبرانيين فنقص فهمهم للوصايا العشر أصبحت الوصايا قانوناً لهم وحدهم لأنهم لم يعرفوا وجود الله كحقيقة أزلية، وأن موسى ادرك بالوحي أو استنتج بأن أفضل طريقة توحد شعب إسرائيل أن يتوحد في بقعة من بقاع الأرض ويخضعوا لأوامر ونظم مفروضة وشرعها كقوانين أرادها الله ومن هنا ولد تصورهم لله بوصفه قائداً ومشرعاً وملكاً، وينفي سبينوزا هذه النقطة ويستشهد بأن المسيح ارسل للبشرية.

2-ماذا يقول الكتاب المقدس بشأن هذا النور وهذا القانون الطبيعي: ويعود سبينوزا للإنسان الأول والأمر الأول النهي عن الأكل من شجرة معرفة الخير والشر ويقول((يعني أن الله أمر آدم بأن يفعل الخير ويسعى إليه من حيث هو خير لا لأنه ضد الشر، أي أن يبحث عن الخير حباً في الخير لا خوفاً من الشر، ومن يفعل الخير حباً في الخير يفعله بحرية وعزيمة راسخة، في الإصحاح 13:3 ((طوبى للإنسان الذي وجد الحكمة وللرجل الذي نال الفطنة)).

  • الحكمة أو الذهن هو وحده يعلمنا خشية الله بطريقة سليمة.
  • أن الله هو منبع الحكمة والعلم وأن الله هو واهبها.

بناءً على ما تقدم يقول سبينوزا ((سعادة من ينمي ذهنه الطبيعي وهدوء نفسه لا يتوقفان فيما يقول الحكيم سليمان على قوة الحظ “أي على عون الله الخارجي” بل يتوقفان أساساً على قدرته الداخلية أي “على عون الله الداخلي” لأنه يستطيع أن يحفظ حياته على أفضل نحو إذا كان يقضاً نشطاً على قدر كبير من الدراية.

3-ما هي الغاية التي استهدفت فيما مضى الشعائر الدينية:

يناقشه سبينوزا في فصل الخامس

4-ما الفائدة من معرفة الروايات المقدسة والتصديق بها :

يناقشه سبينوزا في فصل الخامس

بقلم

أفاتار غير معروف

كتابات

انسان بسيط له رأي

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.