Watch “الثقب الأعوج للكاتب جابر عتيق.. رواية صادمة وجريئة وشيّقة هذه بحبكتها الواقعية” on YouTube

رواية الثقب الأعوج …. قراءه نقديه .

هذا رأي الأستاذ أحمد حمدان في رواية الثقب الأعوج ، كل التقدير للأستاذ احمد وستكون ملاحظاته التي دونها في الاعتبار في الإصدارات القادمة .. 

كنت قد قررت قراءة رواية الأستاذ جابر عتيق في عطلة نهاية الأسبوع ولكني وبمجرد أن بدأت بالصفحة الأولى لم أتمكن من ترك الرواية حتى أتممت قراءتها بالكامل

وهذا هو أسلوب أخونا جابر المتمكن في اصطياد القارئ وإدخاله في حالة إدمان وتشويق لمعرفة الأحداث واستقرائها

وقد تألق في ذلك (كعادته) وأنا من أزعم أنه من الصعب أن يتملكني كتاب لدرجة أن أغيب عن العالم (وأنا ممنون) وارتدى ثياب بطل القصة وأعيش معه أحداثها .. ومع أن البطل هنا فتاة في مطلع العشرينات

لكنك ومن شدة الوصف تعتقد أنك هي , بل وتتأكد أنها هي من تكتب وليس الأستاذ جابر

يخترق جابر كل الخطوط الحمراء, المعلن منها والمخفي, عن طريقة عيشنا في المجتمع المحافظ المتكلف, ويوصلك لنتيجة مفادها أننا منافقون , أمام المجتمع نحن ملائكة يعلو وجوهها الخجل والتقوى, وإذا خلونا إلى شياطيننا قلنا إنا معكم إنما نحن مستهزؤون, نعيش الحقيقة فقط في الخارج أو في جلساتنا السرية

يجعلك الكاتب تتضامن مع الفتاة مع أنها مثقلة بالذنوب والخطايا (من وجهة نظر مجتمعنا) إلا أنها أيضا ضحية لمجتمع لا يريد أن ينصف المرأة ولا يريد أصلا أن يبدأ بأي مشروع لإنصافها

أحداث متلاحقة وممتعة لا يمكن أن تمر عليها دون أن تقرأ الصفحة بإمعان حتى لا تفلت أي جملة منك

نجح الكاتب وبعفوية الصادق المقتنع بوجهة نظره من إيصال فكرة الرواية بل والولوج في المناطق المحرمة وبجرأة لم نعدها في المجتمع القطري,

لكنه وللأسف فشل في تجاوز حالة الفوقية الموجودة

ولو بأشكال متفاوتة في المواطن القطري .. فمثلا لا أرى أي مبرر أن يذكر الكاتب أن مريم كانت القطرية الوحيدة في جلسة تضم ثمانية من العشاق, الذكور قطريين والإناث عربيات؟

ولا أدري لماذا يقول فيصل لمريم أنه لو كان يعرف أنها قطرية لما تركها بعد مغادرته لندن ( كان يعتقد أنها كويتية)؟ مع أنهما تشاركا الفراش هناك عدة مرات وبدون أي رابط شرعي؟

لقد تعرضت مريم بطلة الرواية إلى أحداث جلل لا يتحملها أشد الرجال, فما بالكم بفتاة عشرينية ذات وجه طفولي بريء لا تعرف شيئا عن الحياة , ومع أن الكاتب ذكر أن والدها رفض خطبتها من شاب أحبته بعد زواجها الأول الفاشل

بسبب أن العريس كان قد تجنس الجنسية القطرية حديثا .

وأنا شخصيا أرى أن هذا كان أول وأهم أسباب سقوط مريم إلى الهاوية , فلماذا ليس مسموحا للفتاة القطرية أن تحب من تريد؟ لماذا يجب أن يكون زوجها ضمن كتالوج مفروض عليها سلفا بينما الشاب لا غبار عليه حتى إن تزوج هندوسية أو ملحدة؟ ولماذا يجب دائما أن يكون غير القطري طامعا في ثروة القطرية؟ لكن الحدث لم يعطيه الكاتب كثيرا من الاهتمام أو التأثير على حياة مريم

وكأنه يوافق ضمنيا على تصرف الوالد في رفض الغير قطري؟؟

حتى مريم عندما تذكر مآسيها المتكررة لا تذكر من بينها رفض والدها لزميلها في العمل التي أحبته.

أعتقد أنه آن الأوان أن نتحدث عن البشر على أنهم بشر وليس عن جنسياتهم , فمثلا كانت هناك شخصية لفتاة اسمها مريم لكنها عربية وليست قطرية وكانت البطلة تصفها بأنها إبليس

مع أن مريم القطرية فاقت بمراحل من فعلته مريم العربية بل وصلت لدرجة أن تمارس الحب مع فتاة أخرى (رغد) وهي ابنة أحد أزواجها السابقين.

الرواية رائعة وفيها خلطه لغوية متناسقة وأحداث مفعمة بتفاصيل لا يمكن أن يكتبها إلا من حصلت معه , لكني واثق من أن قدرة الكاتب على الوصف تؤكد مرة أخرى على مهارته العالية وتمكنه الممتاز في نسج

الأحداث وأعتقد أن الصورة الأعم لفكرة أخينا جابر هي أيضا أن المال لا ولن يشتري الأمان العاطفي والنفسي

الرواية إضافة جديدة للرصيد الغني عن التعريف للكاتب الفذ الأستاذ جابر عتيق الكعبي وإضافة للمكتبة القطرية ,وأمنية جديدة من أمنيات النخبة المثقفة في قطر والوطن العربي لإعطاء المرأة حقها

وإنصافها في كل شيء

أرجو من الجميع قراءة هذه التحفة الفنية الرائعة

وإلى الأمام أخونا جابر وفي انتظار المزيد من هذا المعين الذي لا ينضب

أخوك / أحمد صقر حمدان