خيال..

أنا هناك أتربع على وسائد الريح وأرحل فأطأ الرؤوس العالية واجمح بين الصبا والمشيب فلا عمر للخيال ولا حدود، أضع كل قدم في قارة وكل فكرة في محيط وأقرأ النجوم والكواكب ككتابٍ مفتوح ..

لا تفكر ..

لا تفكر .. كثيراً فكثرة التفكير تنقلك لمسارات لا يمكن مغادراتها، لكن حين تفكر وتجد نفسك وصلت لنقطة توقف أبحث وأقرأ لكي تستمر في التفكير من منطلق صحيح فمجرد التفكير دون معرفة الآراء الأخرى يجعلك تدور في فلك واحد لا تخرج منه، مع الاطلاع والبحث تنتقل من فلك إلى فلك آخر ومن أفق لأفق، الاطلاع سيمنحك خبرة الآخرين ويطلعك على تصوراتهم فتنظر إلى الأمر الذي تفكر فيه من عدة زوايا وتراه من أبعاد مختلفة فتكتشف الثغرات وتبني أموراً صحيحة .

تشاؤم ..

من كثر سوء ظني وتشاؤمي بالوضع في العالم العربي اعتقد أن لو كانت دولنا دولاً فاضلة سنهدمها لنخلق النزاعات والصراعات والحروب من جديد .

——————————————-

حدود الفكر ..

علينا ألا نؤمن بأفكار أحد، يمكننا أن نعجب بأفكاره دون أن نعتبرها مسلمات، فحين نؤمن بأفكار أي إنسان فنحن نسلم له دون تفكير، عند هذه النقطة نلغي عقولنا تماما، الإيمان تسليم دون نظر أو تفكير أو نقاش، هذا ما نعانيه نحن المسلمون حين يكون الحديث عن الدين، ليس الدين إيماناً ومسلمات، بل أجزاء منه وأجزاء بسيطة محددة لا تتجاوز القواعد الأساسية التي يبنى عليها.

الإيمان بوحدانية الخالق وصدق الرسل والأركان والغيب الذي لا يمكننا أن نراه وسلمنا به كيقين أن الخالق لا يقول إلا صدقاً، فنقاط الإيمان في الدين لا ننقضها ويمكننا أن نبررها أو ندافع عنها بواقع فكري، لكن ما سوى تلك النقاط الأساسية، يمكننا أن نتحدث عنها ويقع هذا تحت طائلة الأخذ والرد والنقاش .

ولنضع القرآن الكريم كمقياس لما أراد الخالق أن نكون عليه نحن البشر، الله عز وجل أنزل القرآن لكنه ترك تفسيره للبشر، ولم يضع له تفسير محدد يلتزم به كل المسلمين، بل ترك هذه المهمة للاجتهاد والاجتهاد بحد ذاته فكر لأنه يقع في حيز التفسير لما هو موجود وما هو ممكن .

إذا كان كلام الله عز وجل يمكننا أن نفسره على أوجه مختلفة، دون أن نخرج عن الأساسيات والمسلمات، علينا أن نفهم أن حدود الفكر أكبر بكثير في واقعنا من حدود الإيمان لأن حدود الفكر هي التي ترسم لنا شكل الحياة بواقع سليم، دون أن نكون مكبلين بأفكار لا نفهمها ولا نناقشها ولا ننقضها، وإذا كان الفكر هو مصدر الإيمان، فمبدأ التبصر والتفكر رُسخ بشكل قوي في كتاب الله، علينا أن لا نتركه ونعمل من خلاله، فلا يمر شيء دون أن نفكر فيه، يجب أن لا ننظر إلى الدين كله كمسلمات إيمانية دون أن نسأل ونستوضح ونتحقق ونناقش، الإنسان في تكوينه النفسي والجسدي الذي يتضمن العقل، حين يقتنع بأي فكرة يتبناها ويعمل بها، لكن حين تفرض عليه الأفكار دون قناعة يبحث عن مخارج أخرى لكي يتخلص منها، لأنها بكل بساطة فرضت عليه دون أن يقتنع.

لذا علينا ألا نسلم لأي فكرة لا تقنعنا، يمكننا أن نتجاهلها، نحللها وننقضها ولا يجب أن نعتبر الأفكار الدينية أو غير الدينية مسلمات، علينا أن نضعها في سياقها الصحيح، فهي إما نتجت من واقع تفسير للنصوص أو من واقع معايشة وخبرة أو من واقع اجتهاد فكري، وكل هذه الأمور يجب أن نضعها في مجال الفكر لنخرج فكرة عامة يتقبلها الجميع .

يوم من أسفار حارس الظلال

سهرة جميلة مع المبدع واسيني الأعرج لم تغب عن ذاكرة احمد العلوي فنسجها قطعة موسيقية بحروفه الراقصة

أفاتار ahmed moh alalawiAhmed Alalawi

“لك أياَ حارس البحر والمدن، لك أياَ أندلسيّ الأشواق والحنين حين ترحل، لك ما لك من دروب أسافرك العديدة، ولنا اللحظة التي ترتفع كموجة بقربك”

ظهر الحارس في يوم عابر شاسع التكوين، كنتُ لا أسمع إلا صوتي الذي يتمسك بألاعيب كتاب ” السقوط من الزمن*”، حتى اللحظة التي انتشلتني فيها “سيدة المقام*” مهاتفةً إياي لتدعوني إلى رؤية حارس الظلال الآتي من خلف أسوار الباستيل مغامراً بكل حظوظه حين يكتب!

مضيتُ إليه حاملاً إجابة سؤال طرحة في لقائنا الأخير في الشارقة، لم يتسع حينها فضاء معرض الكتاب للإجابة عليه ” كيف حالكم؟ هل فقدتم أحدا خلال الجائحة؟ ” بالطبع فقدنا وتألمنا كلٌ بما قاساه، هذا ظلال من ظلالك يحرس أوجاعنا مثلما يمتد فيها وجعك، تسكننا الأوجاع منذ بداية الخليقة والصرخة التي عمدتنا بالدماء، لا نسير إلا بالوجع ولا نكون إلا بعده! كما الكولونيل في حروبه الخاسرة، يحمل بندقيته ووجعه صوب البحر ليصطاد النوارس، لا ليثبت قدرته بل ليؤكد لنفسه أن هناك…

View original post 532 كلمة أخرى