
أنا أب ..
علي أن اجد مساحاتي الخاصة وسط كل هذه الظروف ، وعلي أن احفر بأظافري في احجار الزمن لكي اترك بصمة مشرفة ، وعلي أن أكون أباً مثالياً ، وعلي أن اوفر كل الأمور دون أن اشتكي من شيء ، وعلي أن لا اتضايق أو ابدي تعاستي ، وعلي أن اقف كالجبل لأكون عوناً لأبنائي ، ولا ادري كيف سأتصرف مع كل هذه الأمور التي تتراكم على عاتقي ولا اعرف مدى قدرتي على تنفيذ كل ذلك .
فأنا إنسان في النهاية أثور وابكي ، وابتسم وأضحك ، ومتأكد أن المثالية الموجودة في الكتب ولا يمكن تطبيقها على أرض الواقع ، فما يكتب أحيانناً في هذا الجانب من الحياة يصيبك بالغثيان ، فهم يريدونك أن تصبح آلة مبرمجة على هواهم ، افعل ولا تفعل ، قل ولا تقل ، أنت مخطأ أنت قاسي أنت تدمر لمن حولك ، وكأن من حولنا أناس مثاليون لا تشوبهم شائبة ، والأب هو الدكتاتور والحاكم بأمره الذي يذل رعيته ويهينهم .
لا يلتفت احد لمعاناتا الآباء ولا مشاكلهم ، بل يلتفتون لأسرهم ، فالرجل كما يقولون يجب أن يتحمل المسؤولية ، وكأنه خلق من حديد وكأن البشر من حوله خلقوا من كريمة طرية يجب أن ينتبه وهو يتعامل معهم لكي لا يؤذيهم ، لكن الحقيقة أنه بشر مثلهم فهم يؤذون دون أن ينتبهوا أنه انسان يحمل نفس المشاعر ونفس القلب ولديه ما يضايقه مثلهم تماماً .