هذه المقدمة كتبتها في مقدمة روايتي وهي تجسد الرواية كما تصورتها وكما كتبتها .
مقدمة
حين تكتب عن الواقع وتحصر نفسك في مجتمعك تجد أن أكثر الأفكار مستهلكة وتم التطرق إليها سواء بعمل روائي أو عمل تلفزيوني أو مسرحي ، لذا حاولت أن أرسم صورة المجتمع في هذه الرواية ضمن أجزاء من الواقع عبر شخصيات ترتبط كلها بشيئين الحب والمال ، ولم أربط هذه المسألة من فراغ ، فمادية المجتمع أحياناً تجبرك أن ترسم صورة المال بشكل جميل ، لا لكي تعطيه قيمة أكبر من حجمه بل لكي تأصل أن المال وسيلة وليس غاية نسعى إليها .
كل شخصية في الرواية تنحاز لمسألة معينة ، وضعت معالجتها بتصوراتي الشخصية ، من تراكمات الخبرة والمشاهدة وبعض القراءات ، النظرة للمرأة ، قيمة الأشياء ، قيمة السعادة ، العلاقات العاطفية ، المرأة التي تضحي لأجل أبنائها ، الانحراف الأخلاقي والسلوكي ، الأعمال الخيرية ، قيمة المرأة كإنسان له مشاعره ورغباته وأهوائه ، علاقة الجنس التي ربطتها بالعاطفة كمكمل لعلاقة الرجل بالمرأة في اطارها السليم .
انطلقت سريعاً في هذه الرواية ، فقد استهوتني شخصياتها الفتاة الغنية والرجل الماجن ، والعاشق الصامت ، والشاب المكافح ، ما يربطهم وكيف تتغير كل شخصية ، الأمور الصغير التي يمكنها أن تأثر فينا بشكل بالغ وتغير حياتنا بالكامل دون أن نكون مستعدين ، علاقاتنا وكيف نبنيها ونهدمها ، كل هذه الأمور استهوتني وأنا أكتبها ، إلا أني عانية كثيراً في نهاية الرواية ، فالأفكار موجودة ويمكن أن أحشوا الصفحات بأحداث أكثر إثارة ، لكني رأيت أني سأشوه الصورة التي رسمتها لو أني أضفت المزيد من الأحداث ، فحالة الاستقرار حين تحدث لا تنهدم بسرعة ، أو لنقول أننا نتمسك بحالة الاستقرار لنتمكن من الاستمرار في الحياة بشكل مريح .
لا تجسد شخصيات الرواية شخصيات حقيقية وأي تشابه في الأسماء أو الاحداث هو محض صدفه .
تحياتي
جابر عتيق .
