
رحل آخر الكبار ..
رحل الكبار وأخرهم الشيخ / صباح الأحمد الصباح ، وكل قيادات الخليج الآن قيادات شابة ، لها تصورات مختلفة كل الاختلاف عن القيادات السابقة ولا بد أن تدخل دولة الكويت في هذا الاتجاه بعد أن تتغير القيادة السياسية في الدولة .
من عاش في مرحلة المؤسسين لمجلس التعاون الخليجي ، ثم أنتقل لمرحلة القيادات الشابة لا بد أنه لاحظ التغيير الكبير في الرؤى والتصورات بين القيادات المؤسسة والقيادات الحالية ، وأنتبه أن خطاب الوحدة الذي كان سائداً في ثمانينيات القرن الماضي قد أختفى من الساحة ، والتكامل الذي كان يتحدث عنه المؤسسون اختفى تماماً ، وحل محله عدم الاتفاق على مبادئ مشتركة تجمع دول التعاون الخليجي ، وأصبحت الخلافات تتولد مع اشراقة كل صباح .
كانت النظرة في السابقة لمجلس التعاون الخليجي نظرة حكمة في الملفات الحساسة ، والكثير من الملفات تم تجاوزها دون حدوث شقاق ، كما أن المؤسسين كان لديهم نظرة إيجابية في الخلافات ، بحيث أن يبقى الخلاف السياسي ، ضمن إطاره السياسي ولا ينتقل ليصبح صدام مجتمعي ، وهذا رسخ النظرة التي كانت سائدة في ذلك الجيل بأن أبناء الخليج كلهم أخوة ، وأن الخلافات السياسية يحلها القادة بمعرفتهم .
بالتأكيد اختلفت تلك النظرة اختلافاً كلياً ، بل أستطيع أن أقول أنه أُريد من بعض قيادات دول الخليج أن يتحول الخلاف السياسي لانشقاق يقسم الدول ويعزل المجتمعات عن بعضها البعض ، ليتمكنوا من نشر السيطرة على كل الأصوات التي تنادي بالعودة لحكمة المؤسسين في الصراع ، الآن أصبح الانقسام هو الأساس وترسخ الخلاف بشكل يجعل الحل شبه مستحيل .