
عندما تتحدث الأشجار ..
على ماذا تساوم عزيزي ، فأنا لا أباع ولا أشترى ، أنا هنا ، حين تريد أن تبيعني ستبيع الأرض التي تحملني ، وستبيع التاريخ الذي عشته ، وستبيع فترات الظلال التي جلس فيها تحت اوراقي ، يمكنك أن تقتلعني إذا شئت فهذا هو الحل الوحيد وحينها يمكنك أن تبني بيت تأجره ، او عمارة سكنية تجني بسببها الأرباح ، أو تقطعني وتشعلني ، لكي تستمتع أنت بلحظات الدفيء ، وكأن الزمن قد خلى من كل وسائل التدفئة ولا يوجد غيري ليحميك من البرد .
أنت غبي أيها الانسان فما أوفره لك أنا لا يوفره لك أبوك ولا تستطيع أمك أن توفره لك فالحياة التي تسري في رئتك أنا التي أزودك بها ، وتخيل لو اقتلعتني من الأرض ، وتمردت بسبب ذلك التصرف الغبي كل أشجار الأرض ، ورفضت أن تزودك بالأوكسجين ليوم واحد ، حينها ستأتي صاغراً تترجى كل الأشجار لكي تغفر لك غبائك .
لا نستعجل أيه الغبي فلم أنهي حديثي بعد ، فحين تذهب لمطعم لتستمتع بالمأكولات ، وترى طبق الفاكهة المقطع ، ثم تتلذذ بالخضروات مع طبقك الرئيسي ، ثم تنهي وجبتك بقطع الحلوى تأكد أن كل ما تذوقت أنت لي انا وأبناء جنسي من النباتات أساس فيه ، فنحن لا نمدك بالأوكسجين فقط بل نمدك بالصحة ، ليس من خلال الغذاء فقط بل حتى الدواء الذي تتناوله حين تعتل ، يتكون أغلبه من مستحضرات نباتية .
أيها الإنسان أكبر المشاكل التي تعانيها أنت وأبناء جنسك هي الغرور ، والمشكلة الثانية التي تلازمكم هي الطمع والثالثة هي الرغبة في الاستمتاع حتى لو كان ذلك سيرتد عليك بشكل سلبي ، يجب أن تفر كيف تتعامل مع رغباتك الغبية قبل أن تقدم على جرح الطبيعة .