لا أعرف كيف يمكننا إعادة ثقة الناس برجال الدين ، فالناس كانوا ولا زالوا ينظرون لدينهم نظرة احترام ، وهم متأكدون أن الاسلام نظرته صحيحة للحياة ، وليس كل المسلمون فقهاء ولا دعاة ، بل فيهم الامي وفيهم من لا يعرف من الدين إلى ما يتلى عليه ، وكان الناس يتوجهون للمشايخ ليستفتوهم في دينهم ، فأصبح المشايخ في هذا الزمن مثار شك وريبة لدى الناس فلم يجدوا من يثقون في اجابته لكي يعملوا بها أو منهجه لكي يتبعوه .
لا شك يوجد رجال دين مخلصون تهمهم امتهم ويهمهم صلاح المجتمع ، ويتمنون أن يعود الناس للدين بشكل صحيح دون انحراف ، لكن هؤلاء المشايخ قلة ولا يملكون من وسائل القوة والتمكين شيء فهم مهمشون لا يمكن استضافتهم في وسائل الاعلام وإن ظهروا على وسائل التواصل الاجتماعي يهاجمون وتشوه صورتهم من قبل المأجورين والخونة لكي لا يستمع لهم أحد .
اصبح رجال الدين لعبة في يد الحكام يوجهونهم حيث يشاؤون لكي يكسبوا تأييد الشعوب ويبرروا تصرفاتهم وأغلب رجال الدين ساروا في ركب الحكام خاضعين قانعين او مرغمين ، فقانون العصى والجزرة لا يزال قائماً ويطبق ، والأفواه مفتوحة لتصل للجزرة ، والعصى ممدودة لمن عصى . نسأل الله العافية .