
الإمارات تطبع مع اسرائيل ..
لم تفعل الامارات شيء جديد ، ولم تخرج الأمور عن التوقعات فما يجري من عدة سنوات في المنطقة كان يشير بقوة أن بعض دول الجزيرة العربية ستطبع العلاقات مع إسرائيل ولا أضن أن هناك عاقل لم يستمع للضجيج الذي حدث في المنطقة بعد الثورات العربية .
لم تعد الأمور مخفية كما في السابق ، فالوعي أنتشر بشكل كبيرة لدى شعوب المنطقة ، لكن ينقصه القوة الدافعة لكي تجعله يفرض رأيه كقواعد جديدة في الممارسات السياسية ، فحالة الانفصال عن القيادة أتت بعد مشوار طويل من عدم الثقة بين الشعوب وحكامها فحين نسمع أن دولة من شبه الجزيرة العربية طبعت العلاقات مع إسرائيل علينا أن نكون متأكدين أن التطبيع لم يتجاوز عدد أفراد حكومة هذه الدولة وأن التطبيع لن ينزل للمستوى الشعبي ، فالشعوب أصبح لديها وعي أكثر من الحكام ، لكن العقل الجمعي للشعوب لا يملك قيادة يثق بها لكي يستمع لتوجيهاتها فيكون كتلة فاعلة .
أنتم تركتموهم ليحكموا ، فلماذا لا تتركوهم يطبعوا ! هل يتجراً أي فرد في المجتمعات الخليجية أن يخرج بشكل مباشر ويتظاهر ضد التطبيع الذي تقوم به الحكومات فوق الطاولة وتحت الطاولة ، أقصى اعتراض يمكن أن يفعله المواطن الخليجي ليعترض على حكومته هو الكتابة في تويتر ، ومع ذلك فبعض الدول الخليجية لا يتجرأ مواطنوها حتى على الكتابة بأسمائهم الحقيقية .
الرعب يطاردنا ، والخوف يسبق ما نقول وما نكتب ، وحين نرى التطبيع لا نستطيع أن نقول لحكامنا أنتم مخطئون ، لماذا فعلت ذلك ؟ بل نقول #نحن_ضد_التطبيع حتى مشاهد الخوف أصبحت هزلية ، فحين يدخل لص لمنزلك عليك ان تضرب اللص الذي اقتحم بيتك ، لا أن تضرب أبنك لأنه نسي الباب مفتوحاً .