من قلبي سلامٌ لبيروت ..
لا أعرف ما الذي يمكنني أن أكتبه عن بيروت ، أو لبنان عموماً فتلك البلد ستجد فيها كل شيء تفكر فيه ، ان اردت المقاومة ستجدها وإن اردت الخيانة ستجدها ، وإن اردت الفن ستجده ، وقس على ذلك كل الأمور فكل شيء موجود في لبنان وما عليك إلى أن تقول أي شيء لتجد له صدى ، وهذا ما يحدث في القنوات العربية حين يتحدثون عن بيروت الآن ، الكل يتحدث والكل يُفتي والكل يحلل ، دون النظر للحادث المؤلم الذي قتل المئات وشرد ما يقارب الثلاثمئة ألف إنسان .
اضننا نحتاج مراجعة اداؤنا الإعلامي والسياسي في الأزمات فلا يجب أن نتحزب أثناء حدوث أزمة سواء كانت تفجير أو غيره من الكوارث ، فالإنسانية شيء أسمى وأرفع من تلك النظرة الضيقة للأحزاب والطوائف والتكتلات السياسية ، الإنسانية هي مفهوم بسيط وهو : أن يشعر الإنسان بألم أخيه الأنسان ويقدم له المساعدة الممكنة دون النظر لدينه ولا عرقه ولا انتمائه .
كان لبنان بكامله في أزمة وجاء الانفجار الأخير ليقضي على كل الأحلام ويقوض كل الأماني ، ويعمق الألم لدى الشعب اللبناني ، الذي اجتمعت عليه كل المصائب انهيار الاقتصاد ووباء كورونا ، والجدل السياسي ، وكارثة الانفجار ، فأي طاقة لدى الشعب لتحمل كل تلك الكوارث المتتالية .
أرجوكم ، أرجوكم يا إعلامي وسياسي العرب أن تتركوا كل الجوانب وتلتفتوا فقط للشعب اللبناني الذي يحتاج جرعة حياة تنقذه من الواقع المنهار حوله .