الملتقى القطري للمؤلفين ..
كانت زيارة عابرة لأحد الفعاليات التي نظمها ملتقى المؤلفين القطريين ، وكانت وقفة بعد نهاية تلك الفعالية مع أحد المنظمين ، أدخلتني في ذلك الفلك الذي لا أود الخروج منه ، فمعنى أن تدخل ملتقى يجمع الأقلام ، ويحث على التواصل بينها ، هو خلق بيئة صحية لكل الكُتاب الموجودين على الساحة ليجدوا خطوط تواصل بينهم وبين الساحة الأدبية التي كانت بالفعل تحتاج لمثل هذا العمل المنظم .
أستطيع أن اقدم باقات الورود ، للقائمين على الملتقى ، ولكن قيمة العمل أسمى وأرفع من أن تكفيه باقة ورد أو كلمة شكر ، كنت في السابق أنظر أن إلتقاء المؤلفين والكُتاب على الساحة الثقافية القطرية شيء شبه مستحيل ، وكنت أرى أن المناخ الثقافي والإعلامي لن يجمع تلك الأقلام ، فلا توجد مؤسسة ثقافية تعتني بالكُتاب “نقابة أو جمعية” ولا أعتبر أن الملتقى يعبر عن هذا التصور لكني أراه البذرة أو القاعدة التي ستبني تصور صحيح لكيان قوى في المستقبل .
في ظل عدم وجود مؤسسات فعالة ترعى الكُتاب والمؤلفين القطريين وتقيم الاعمال على الساحة ، وفي ظل النظرة المحدودة لبيئة النشر في قطر ، كان الكُتاب يجدوا مشاكل كثيرة في الإنتشار محليا وعربيا ودوليا ، ويجدوا أن مؤلفاتهم لا تتجاوز تلك المساحة المحلية الصغيرة ، خرج لنا الملتقى ليضع منصات على وسائل التواصل الاجتماعي ، تنشر الفعاليات وأعمال الكتاب القطرين ، وعمل الملتقى على دمجهم مع الأقلام العربية الموجودة في دولة قطر ليشكلوا مزيج ثقافي يستحق المتابعة ، فهو يمثل رسالة جيدة ، ترسم صورة جميلة للبيئة الثقافية المحلية ، وتبعث روح الحماس لدى الكُتاب ليبرزوا أعمالهم .
كل هذا العمل محمود وكل هذا الجهد رائع ، ويجب أن يشكر ويقدر ، لكن يجب أيضاً أن تكون هناك نظرة مستقبلية لهذا العمل ، تنقله من مجرد ملتقى ليصبح كيان أكبر وأكثر فعالية ، وتدخل فيه مجالات أخرى ، مثل تقييم وتصحيح الاعمال الأدبية والمؤلفات بشكل عام قبل النشر ، ويكون للملتقى دار نشر مستقلة ، وأعود وأكرر أن الملتقى القطري للمؤلفين هو القاعدة التي يمكننا أن نبني عليها عمل أكبر في المستقبل ، اكثر فعالية وأكثر استقلالية .
موقع الملتقى القطري للمؤلفين :