آلهة الإغريق العرب ..
هل ستقف احتراماً للعيد ، أم هل ستقف احتراماً ليوم عرفة ؟ أم ستقف احتراماً لوباء كورونا الذي عطل أيام العام كلها ؟ كورونا الذي عطل كل المناسبات السعيدة والمناسبات الدينية والأعياد ، وقف بدوره عاجزاً أمام الصراعات العربية التي لا تعرف التوقف ، لا أمام فصول السنة ، ولا أمام الأوبئة ، ولا أمام أي اعتبارات بشرية أو أخلاقية ، فالصراعات العربية يديرها الهة الإغريق القدماء ، منهم من سرق النار ومنهم من يعيش تحت الأرض ومنهم من يتلصص على البشر ويسرق نسائهم .
فالآلهة لا تتبع أي تعليمات ، ولا تعرف مناهج ولا تنطق بتلك الكلمات اللطيفة التي نتحدث بها ، فمنهمج كل إله يختلف عن منهج الإله الآخر ، فيتصارعون ويفنون البشر ، ثم يعود كل إله لمكانه ، في فترة هدنة غير معلنة ، ثم يعودون للصراع من جديد ، ويفنون آلاف البشر ، وتسير الأمور بهذا التسلسل إلى ما لا نهاية ، ورغم كل مساوئ تلك الالهة نصفق لهم ونمجدهم ونرفعهم فوق رؤوسنا .
يبدوا أن الصراعات بين الآلهة تسير بشكل عنيف خلال العقد الحالي من الزمن ، فقد نثروا النار في كل مكان في الشرق الأوسط وتركوه يشتعل ، وبينما البشر تحترق ، نجد آلهة افريقيا تجلس على الكراسي المخملية ، وآلهة أسيا تجلس على الكراسي الحريرية ، ويتبادلون التهم ، ويأمرون فتنفذ أوامرهم ، ويجلدون فيذعن لهم البشر وتنحني لهم الرؤوس .
تأصلت آلهة الشرق الأوسط في وجدان البشر في تلك المنطقة لدرجة أنهم أصبحوا يطيعون دون نقاش ، وينفذون دون اعتراض ، إلا من كفر بتلك الآلهة وخرج من سجلات رحمتهم ، وسقط في مهاوي جحيمهم ، فينفى وينبذ ويحتقر ويجرم ، فكيف لبشر أن يعصي إله ، هذه القاعدة التي يجب أن لا يخرقها البشر ، فالآلهة هي التي تدير الدنيا من حولنا وهي التي تطعمنا وتسقينا وتكسونا وتميتنا وقتما تشاء ، ونحن البشر في الشرق الأوسط يجب أن لا نخرج عن نهج آلهتنا المقدسة وإن كانت آلهة ظلام .
قلنا يجب أن تجتمع الآلهة لكي يقرروا مصير الشرق الأوسط ، ويذكر أن آخر اجتماع تم بين الآلهة في تلك البقعة من الأرض ، لم يحضره بعض الآلهة ، وأنقسم الحاضرون منهم وتكتلوا ، فبعض الآلهة الضخمة أرادت أن تسيطر على الآلهة الصغيرة ، وفشل الاجتماع وخرج كل إله لأرضه لكي يستعد للحرب ، وأقسموا كلهم أن لا يجتمعوا مرة أخرى وإن مات البشر جميعاً .
الآلهة أذكياء لا يتقاتلون فيما بينهم ولا يدنسون أيديهم بدماء البشر ، بل يأمروا البشر أن يقتلوا بعضهم البعض ، والدماء التي تسيل تجري لعروق الآلهة فيشعرون بالنشوى وتسري في عروقهم الحياة ، فالدم هو غذائهم اللذيذ ، فلا يجب أن ينقطع من تحت ارجلهم ، ويجب أن يستمر البشر في صراعهم لتحيا الآلهة ، ويذكرون أن إله جفت عروقه حين رفض البشر أن يقدموا دمائهم قرباناً له ، فنكمش وتبخر .