الزحف المقدس ..
إن ضياعه يعني ضياع التاريخ والمجد والفخر ، وضياعه يعني فقدان كل شيء ، عفواً انا لا اتحدث عن الأقصى ، انا اتحدث عن كرسي الرئاسة ، اتعرف عزيزي لما فكرت اني اتحدث عن المسجد الأقصى ؟ لأنك ببساطة انسان مسلم عربي ، لكن هناك انسان عربي ايضاً ومسلم ، يحكمك ، يفكر بالكرسي الذي يجلس عليه !! .
والكراسي كثيرة والحمد لله ، اثنان وعشرون مقعداً ، وبعد فترة ستصبح ثلاثة وعشرون مقعداً ، وأربعة وعشرون ، وربما أكثر فعلى المتطلعين للكراسي أن يجدوا ويجتهدوا ليحصلوا على أحد هذه الكراسي الوثيرة لكي يستريحوا من عناء حكم الشعوب المتعبة المزعجة الغبية ، التي ارهقتهم بأفكارها ومشاكلها وفقرها ، اما كرسي الأقصى فلن يناله إلى شخص واحد وضع الله نصب عينيه ، وأتقاه وأطاعه .
هناك فرق عزيزي المواطن العربي فأنت تفكر أن تزحف الزحف المقدس للأقصى ، وهم يفكرون أن يزحفوا لإسرائيل ، أنت ترى أن زحفك مقدس ، وهم ايضاً ينظرون أن زحفهم مقدس ، وأنت تتجه لنفس البقة التي يقدسها الجميع ، لكن بمقاصد مختلفة ، فكل الكراسي تقع في القدس ، احدها على منبر الأقصى والثاني امام مكتب نتنياهو .
هكذا تسير الأمور فالشعارات كثيرة والمقاصد مختلفة ، وعليك عزيزي المواطن العربي أن تركز كثيراً وأنت تستمع لشعارات القادة ، فهم يقصدون شيئاً لم يخطر على بالك وربما لن تفكر فيه أبداً ، فشعاراتهم تسير على مبدأ (( ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت )) وعليك أن تنتظر الآخرة لتعرف مقاصدهم الحقيقية ، فعقلك في الدنيا لا يستطيع أن يستوعب ابداعهم .