قراءة في كتاب .. لغاية آخر نفس .. للكاتبة ( عائشة الخليفي ) .
حين تبدأ في قراءة رواية مهداة من أحد الكتاب ، يرافقك شعور غريب ، هل هذا الكاتب يستحق الاطراء على عمله أم أنك ستضطر للمجاملة ، لكن حين بدأت قراءة الرواية لم اتركها حتى أنهيت فصولها الستة ، وكانت الرغبة في إتمام تلك الفصول التي زرعتها الكاتب في سطور الرواية وربطتها بأحداث تحكيها المها بطلة الرواية بتناسق فريد ، وأسلوب سلس لا يبعث فيك الملل ولا يجنح للأسلوب المعقد الشائك الذي نراه في الكثير من الروايات لمجرد أن الكاتب يريد أن يثبت قدرته على الكتابة فقط .
هي رواية صغيرة الحجم تقع في 115 صفحة من الحجم المتوسط تتسلسل أحداثها مع البطلة من سن الثامنة عشر ، والارتباط بالزواج ، ثم إلى الفشل ، ثم إلى النجاح وتحقيق الطموح ، في تسلسل رائع وأسلوب جذاب ، يربطك بالشخصية الرئيسية في الرواية ، فتبحث بين السطور عن تلك الصغيرة التي تخرج من عالم صغير نسبياً إلى عالم كبير ، بمسؤولياته وإلتزاماته ومشاكله ، لتكتشف مع المها بطلة الرواية أن كل هذا لا يكفي لتحقيق الذات ، وأن النجاح لا يتكون وأنت ظل لأحد بل يجب أن تكون أنت النجاح ، وأنت الذي ترسم حدود ما تريد الوصول إليه .
الرواية جميلة ومشوقة ، لكنها تفتقر لبعض الأشياء ، تفتقر للتفاصيل التي كانت ستعطي الرواية أبعاد أكبر ومعاني أضافيه تجعل وزنها أدبياً أكبر ، وأنا اتعجب من من يملك هذا الأسلوب المشوق المعبر أن يبخل في أضافة المزيد على العمل الأدبي ليعطيه الدافع ليبقى كعمل ذا قيمة لفترة أطول ، بل ربما يكون مرجعاً في الأسلوب والفكر .
تعالج الرواية مسائل في حياة الفتاة القطرية ، وذكورية المجتمع ، وبعض هذه الجوانب في هذه الفترة شبه أختفى ، لكنها تضع بقعة ضوء جميلة ، رغم اختفاء تلك العادات التي كانت متأصلة في المجتمع .
تباعد بعض المراحل ، في الرواية يكاد أن يُخرج القارئ من نسق الرواية وكذلك الحوار أحياناً ، وأعود وأكرر أن الرواية جميلة جداً لكنها كانت تحتاج لتفاصيل تجعل الشعور أعمق وأقوى ، وتأصل الشعور لدى المتلقي. .
عائشة الخليفي : يجدر بي أن اقدم لكِ التحية على هذا العمل الأدبي الرائع ، وأتمنى أن أرى أعمال في المستقبل تنقلك من صفة الكاتبة المحلية إلى أفاق جديدة أكبر ، فالقلم الذي يستطيع أن يشد القارئ يملك ابداعاً لا يجب أن ينقطع ، ولا يجب أن يخمد ، بل يجب أن يستمر .