رحل الرئيس الأسبق لجمهورية مصر العربية / حسني مبارك عن الدنيا وهو الرئيس الثالث بعد أن استلم الجيش زمام الحكم في مصر ، رحل بما له وما عليه ، رحل بتاريخه الحافل بين الحرب والجنود وبين الحياة السياسية والمدنية ، تلك التركيبة العجيبة التي تسير الأمور في مصر .
نستطيع أن نضع الكثير ضمن تاريخ هذا الرجل ، لكنه الآن بين يد الله عز وجل ، وله الحكم ، لكننا نستطيع أن نضع المقارنات للواقع ونقرأ بعض الجوانب التي لها صلة بالرجل الذي تربع على حكم مصر ثلاثين سنة عاشت خلالها مصر حالة هدوء في كل جوانب الحياة ، كهدوء حاكمها ، حتى وصل بها إلى الركود السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي .
هذا الرئيس مر بمراحل كانت تعتبر نقلة نوعية في حياة مصر وحياته بشكل شخصي فمن قيادته لسلاح الطيران ودوره في حرب أكتوبر ، وحكمه للدولة وأسقاطه فيما بعد ومحاكمته ، ومن ثم انتقل لمرحلة الرئيس السابق وبعدها الأسبق الذي يرى الأحداث من الأعلى دون أن يكون له أي سلطة أو نفوذ تجعله يحرك الأمور ما عدى بعض العلاقات التي كانت تحميه وتدافع عنه بشكل علني .
سيوارى جثمانه الثرى ، ومن الطبيعي أن تقام له جنازة عسكرية تليق بمقامه ، فهذه العادة موجودة بين العسكريين في مصر ، ما يشغلني بعد رحيل مبارك ، ليس طريقة دفنه ، بل أتساءل عن مصير أبنائه ، فالدرع الواقع لجمال وعلاء مبارك قد انهار بموت حسني مبارك ، وما يحظى به من احترام كبير لدى المؤسسة العسكرية في مصر ، فما سيكون مصيرهم بعد والدهم ؟ وخصوصاً جمال مبارك الذي كان له حلم قديم بحكم مصر وأضنه لا يزال موجود في اعماقه حتى الآن .
مقارنه بسيطة يجب أن نعقدها ونحن نشاهد جنازة الرئيس الأسبق لجمهورية مصر العربية حسني مبارك ، مع الجنازة التي اقيمت للرئيس السابق / محمد مرسي ، لنرى الفرق في نظرة المؤسسة العسكرية للعسكريين ، والمدنيين ، وأنا متأكد أن تلك النظرة ، لن تتغير سنودع حسني مبارك بالموسيقة العسكرية وعلم مصر بينما ودعنا محمد مرسي ببعض الصور التي سربت في وسائل التواصل الاجتماعي .