لا تلوموا الشعب القطري فقد افاق ذات صباح على اخبار سيئة تخبره بأن حدوده البرية قد اغلقت ، وان المجال الجوي للدول المحيطة به اغلقت في وجه الطيران القطري بكل فئاته ، وان الإمداد الغذائية التي كان يعتمد عليها السوق القطري من دول الجوار احتجزت على الحدود ووجد الارفف في المجمعات التجارية فارغة في اليوم الأول .
ثم افاق في اليوم التالي على ثلاثة عشر شرطا لا يعرف ما هو الاساسي منها وما هو الجانبي ، ثم افاق في اليوم الثالث على اخبار غزو يهدد قطر ، ولم يجد الشعب القطري اي خبر رسمي من الدول التي تهدده بالغزو ، بل اشخاص يعرف انهم يتحدثون بلسان حكامهم كالمزروعي وال الشيخ ، ووسيم . والقحطاني .
لا تلوموا الشعب القطري الذي إن كتب شيء يدافع به عن حكومته في الأيام الاولى من الازمة ، خرج عليه كل كلاب السوشيال ميديا لتهينه وتتهمه وتمسح بكل اعراض نساء قطر الارض ، وأبنائهن ورموزهن .
لا تلوموا شعب قطر إن توحش او عارض الصلح ، فالمتهم ليش كالذي اتهمه ، والمجروح ليس كالجارح والمعتدى عليه ليس كالمعتدي ، ولا تلوموا الشعب القطري ان كان لا يعلم بخبايا السياسه والاعيب الساسة ، فكلنا شعوب الخليج اعني ، لا علاقة لنا بالسياسة ، ولا امر لنا فيها او رأي ، كلنا في نفس الخانة ، إلا من رحم ربي .
اعرف كما يعرف الكثيرون ان الجرح في السياسة لن يندمل فهو موجود من القدم وان جملوه ببعض التصريحات ، ولن يندمل وإن كتبوا الصلح ، لكن المؤلم ان الجرح وصل لعمق المجتمع الخليجي فقسمه وفككه ، فلا صلح يكتب عند المجتمعات ، ولا احد يعالج تلك الجروح او يهتم لأمرها .
لو يعلم حكام الخليج مدى الإساءه التي أساؤوها للمنطقة والمجتمعات لتواروا عن الظهور وخجلوا من شعوبهم ، واعتزلوا السياسة ، ساقول كما قال الشاعر .
لقد اسمعت من ناديت حيا # ولكن لاحياة لمن تنادي