أرامكوا ؟؟ ..
ارامكوا : اكبر شركة تصدر النفط في العالم دون منازع ، أوقفت نصف انتاجها طائرات دون طيار ، وهذا يعني أن تلك الطائرات هزت سوق النفط العالمي بأكمله ووضعت الاقتصاد العالمي في غرفة الإنعاش ، والتباطء في الاقتصاد العلمي سيزداد أن لم يتم تصحيح الأوضاع في المنطقة في اسرع وفت ممكن .
من جهة أخرى تداعيات ازمة ايران تزداد بمرور الوقت ، وايران تضع كل الخطوات للتورط الولايات المتحدة في حرب بمنطقة الخليج ، بل تريد تلك الحرب بأسرع وقت ممكن ، وكأنها تعرف نتائجها مسبقاً ، وتعرف أن نتائج الحرب مهما كانت سيئة عليها فهي لن تكون بنفس السوء الذي سيصيب العالم جراء وقف تدفق النفط للأسواق العالمية المتعطشة للطاقة ، ولمن لا يعرف فدول الخليج لديها طاقة وليس لديها سوق يستهلك تلك الطاقة بخلاف الدول التي تملك نفط ولديها اقتصاد بتلع حصة كبيرة من الإنتاج ، لذا أصبح من يسيطر على الخليج ونفطه هو من يسيطر على الاقتصاد العالمي الذي يحركه النفط بشكل أساسي .
أن ما ترمي إليه ايران في خططها ليس كما تدعي نشر المذهب الشيعي ، او استعادة امجاد الملك الفارسي ، بل ما تصبوا إليه أن تكون هي القوة الوحيدة في الشرق الأوسط ، وهي تسير بخطى ثابته في هذا الاتجاه سواء شئنا أم ابينا ذلك ، تسير دون أن تجد قوة في المنطقة توازيها أو تستطيع أن توقف تقدمها ، فبعد أن انهار العراق عسكرياً في عام 1991م انتهت القوة الإقليمية الوحيدة التي يمكنها أن تكون حائط صد في مقابل المد الإيراني الزاحف ، وأن الاجنحة التي تدعمها ايران في الدول المجاورة ، هي بذور لدول داعمة لها في المستقبل ، فحزب الله ، وجماعة الحوثي ، تدعمهم ايران وتضمن ولائهم لها من خلال الولاء الديني ، لكنها تستفيد منهم في السياسة والنفوذ .
ان ايران ترسم مستقبلنا ، والولايات المتحدة الامريكية تسيطر على واقعنا ـ ونحن دول الخليج لازلنا نبحث لأنفسنا عن دور يقنع العالم اننا لسنا إرهابيين ، دون أن نفكر في مصلحة دولنا وتطويرها واستغلال الثروات والموارد بشكل صحيح ، وانشاء جيوش قادرة على حماية الكيان العربي المسلم ، أن ما يصيب المملكة العربية السعودية شيء محزن بكل المقاييس لكنه يجعلنا نضع علامات استفهام كثيرة ؟؟ وكبيرة ؟؟ ، لا نجد لها إجابات ، فمستوى الوعي لدى الشعوب العربية تجاوز كل انظمة الحكم في المنطقة ، فلا ينظر المواطن العربي لما تقوم به تلك الحكومات إلى نظرة استغراب أو استهجان أو احتقار .
الانفاق على التسليح في المنطقة العربية ربما يكون في المستوى الثاني أو الثالث عالمياً بعد الولايات المتحدة والصين ، لكننا تعرف أن الولايات المتحدة هي سيدة العالم ، وأن الصين قوية بما يكفيها لتحمي تجارتها العالمية ، ونحن اصبحنا نتصدر المراكز الأولى في الفساد وحقوق الانسان والسرقة ، بينما دولة مثل ايران ولا تنفق نصف مبالع التسليح التي تنفقها المملكة العربية السعودية اصبحت قوة إقليمية وعما قريب ستصبح قوة عالمية .
ليست المشكلة من أي اتجاه جاءت الصواريخ لتضرب مهامل معالجة النفط في أرامكو ، بل المشكلة لماذا نحن عاجزون عن صد تلك الهجمات ، ولماذا سياستنا فاشلة بحيث أن حلفائنا فقط هم من يستنزف ثرواتنا ، ليس لدينا حلفاء حقيقيون نعتمد عليهم في السلم والحرب ، نتحدث بمنطق القوة ، ولا نعرف كيف نستخدم أدوات القوة التي نملكها ، حكام يعيشون فوق السحاب ، وشعوب ترزخ تحت الأرض والمسافة كبيرة بين أن نكون دول ، وأن نكون اقطاعيات مقسمة ، يحكمها متنفعون ومستنفعون .
نفكر من ضرب أرامكوا ونفكر كيف طورت جماعة الحوثي قدراتها خلال ثلاث سنوات وأصبحت تهدد شريان الخليج المالي الوحيد الذي تعتمد عليه دولنا ، ولا نفكر أن نسعى لتطوير قدراتنا ، ولا استغلال مواردنا بشكل سليم ، سيضربنا الحوثي ، وستسيطر علينا ايران بكل سهولة ، وسيشتمنا العالم بأسرة ويضحك علينا إن بقينا على نفس الوضع ولم نسعا للتغيير ، فأن تبدأ متأخراً خير من أن لا تبداً