#محمد علي ..
هذه الشخصية الجذابة التي لفتت انتباه الشعب المصري بكامل اطيافه ، الشخصية البسيطة التي تتحدث بلسان الشعب المصري ، دون الرجوع لمسميات سياسية ودون الرجوع لطبقات المجتمع ، ودون الرجوع لفئات المجتمع ، شخصية استقطبت الجميع ، وشغلت الجميع ، واهتم بها الجميع .
لماذا ألتف المصريون حول محمد علي ؟
الإجابة بسيطة فمحمد علي ليس من الاخوان المسلمين ، وليس من الجيش ، وهاتان الفئتان بالذات هم كفتا الميزان في مصر فمنذ الإطاحة بالرئيس محمد مرسي ، اصبح المجتمع المصري يصنف أي معارض على انه اخوان ، ويصنف أي موالي على انه تابع للجيش ، لكن في الحقيقة أن الشعب المصري لم يجد من يمثله في أي من الكفتين ، بل على العكس ، اتسعت المسافة الفاصلة بين الشعب والجيش كما هي المسافة بعيدة بين الشعب المصري والاخوان .
وقد جمع محمد علي كل اشكال الانتماء لمصر ومجتمعها ، كان انسان بسيط في منطقة شعبية ، ثم اصبح ثرياً وتعامل مع الجيش ، وليس له انتماءات سياسية أو دينية كغالبية المصريين ، يتحدث بلسانهم ، يشتم ، يعلق ، يضحك ، يتنرفز ، يحرك يديه وهو يتحدث ، لا ينمق حديثه مثل ما يفعل منظروا الاخوان ، ولا يدعي القوة كرجال الجيش ، أي بمعنى آخر ( ابن بلد ) كما يحب جميع المصريون .
من يقف وراء محمد علي ؟
في البداية ضن الجميع أن محمد علي شخص يريد أن يفضح الجيش لان الجيش لم يعطه حقه ، لكن مع تقدم الايام ، وتسلسل الاحداث اتضحت الصورة أكثر ولا يستطيع أي شخص أن يجزم الآن من الشخص الرئيسي الذي يقف خلف محمد علي ، لكن ايضاً يتفق الجميع الآن ان محمد علي يتحدث ضمن منظومة تريد هز عرش السيسي واسقاطه في النهاية .
ربما يكون هناك تنظيم أكبر مما نتوقع ، وهذا بناءً على تصاعد الاحداث ، أو أن هناك شخصية عبقرية ذات نفوذ ، تخطط بحنكه وهدوء ، ربما تكون هذه الشخصية من الجيش ، او ربما تكون خليط بين رجال الجيش ورجال الإعمال ، وهذا الارجح من وجهة نظري ، فمحمد علي مؤمن جيداً بحث لا يصل إليه أحد ، ويسوق له بشكل جيد ، وايضاً تخرج أصوات داعمة له من فئات مختلفة من الشعب ، رجال جيش ، ورجال اعمال .
إلى أين ستصل الأمور ؟
لا يستطيع احد أن من المصريون أن يتنبأ بما سيحدث ، لكنهم جميعاً يريدون أن يحدث شيء ، يريدون التغير ، وبعد أن اكتشف الشعب المصري أن هناك قيادات في المجتمع رافضة لما آلت إليه البلد تحركت الأصوات التي كانت رافضة للتقسيم القديم ، الاخوان ، والجيش ، ليصرخوا هناك شعب لا ينتمي لأي من الطرفين ، هناك شعب يريد أن تكون هناك منظومة تحمي حقوقه ولا تزايد عليه ، ولا تستغله ، منظومة تعمل من أجل مصر وكرامتها .
سيحدث تغيير لكن لا احد يعرف كيفية التغير ، هل هو انقلاب عسكري ضد السيسي ، أم تنازل عن الحكم ، وانتخابات حرة ، أن ستصبح مصر منظومة دكتاتورية كاملة تستعبد الشعب كما كان الحال في الدول الشيوعية ، هناك تغيير ، فإن نجح الحراك سيكون التغيير إيجابي ، وإن فشل سيكون التغيير سلبي بشكل لا يمكنن تصوره .
كلما ازداد الاحتقان أصبح الصوت الثائر له موطئ قدم .
إعجابإعجاب