تميم في واشنطن ..
أي شيء يمكن أن يكون مثيراً للجدل ، كل ما عليك أن تضع اشخاص يتكلمون وتفتح لهم المجال دون أن تضع لهم معايير في الادب والأخلاق ، وانا على يقين أن دولة قطر ممثلة بأميرها ، الذي لم يذهب للولايات المتحدة لكي يتنزه ، ولا لكي يزور احد أصدقائه ، بل ذهب بشكل واضح لتستثمر قطر قوتها الاقتصادية في الحفاظ على الحليف الأمريكي ، وأن تضمن موقف سياسي وعسكري يؤمن سلامة الدولة من أي خطر محتمل .
الكثير من الاخطاء البروتوكولية وقعت خلال الزيارة ، ومن أهمها أن يحضر الرئيس الأمريكي حفل عشاء أقامه احد وزرائه على شرف زيارة الأمير تميم ، والأخر حين طلب الأمير تميم من الرئيس ترامب أن يقف خلف ممثل الولايات المتحدة اثناء التوقيع احتراماً للبروتوكول ، واذا كنا سنقيس الزيارات الرسمية بحركات السياسيين ، لن تكون هناك زيارة سياسية ناجحة .
تم الحديث كثيراً حول أن ترامب قال ان قطر تتحمل تكلفة توسعة قاعدة العديد العسكرية ، وثار الكثير من الجدل في وسائل التواصل الاجتماعي ، ولا ادري ما الضير أن تتحمل قطر تكلفة توسعة القاعدة اذا كانت تلك التكلفة ستؤمن سلامة الدولة ، لكن هناك امر مهم تنتهجه قطر في سياستها مع الولايات المتحدة ، فهي لا تشتري الأسلحة فقط عبر صفقات مرحلية تنتهي ، بل هي تستثمر في مشاريع طويلة الأمد في البنية التحتية وغيرها من المشاريع التي لا يقف تأثيرها بانتهاء الصفقة .
الكل يهتم بفترة اللقاءات التي تجمع الرئيس ترامب بالأمير تميم ، ويهملون جوانب اكثر أهمية في هذه الزيارة ، فهناك لقاءات ستتم في جامعات ومع نخب ومع سياسيين ومع جهات رسمية أمريكية بعيداً عن البيت الأبيض ، وتضع جذور علاقة لا ترتبط بشخص ترامب ، بل علاقة ترتبط بمؤسسات الحكم الامريكية ، وهذا النهج في السياسة الذي اتبعته دولة قطر منذ فترة طويلة ، جعل تريلسون وزير خارجية ترامب يخالف كل ما يقول تجاه قطر في بداية ازمة الحصار عام 2016 ، وجعل وزارة الدفاع الامريكية تقف بجانب قطر وتعارض توجه ترامب بالسماح لدول الحصار بغزو قطر ، بل وتقوم بمناورات بحرية مشتركة مع الدوحة .
نستطيع أن نثير الجدل في أي حين ، لكن لا نستطيع أن نجعل الحوار مثمر دائماً .