فاشلون ..
ان الفرق بيننا وبين الغرب ، اننا نتكلم كثيراً ، وهم يعملون كثيراً ، فهم يجنون ثمار عملهم ونحن نستمتع بصدى الحديث ، ثم نتألم لما يحدث ، وهذا ما يحدث في كل مرحلة في هذا الزمن الذي تعيشه الدول العربية والإسلامية ففي مقابل كل فعل تقوم به الولايات المتحدة ضد الإسلام والمسلمين ، لا تخرج من المسلمين والعرب ردود فعل موازية ، بل تخرج مجموعة شعارات طنانة ، نتغنى بها ، ثم يصدمنا الواقع ، وكأننا مؤمنون بأن الإنجازات تتحقق بالشعارات والخطب .
تحشد الولايات المتحدة الامريكية العرب وراء أهدافها فيصفقون لها ، ويخرج المعارضون بشعاراتهم ، فلا يستفيد المصفقون للأفكار الامريكية ، ولا يستفيد أصحاب الشعارات ، وتأخذ الولايات المتحدة الغنائم وتتركنا نتهم بعضنا ، ونحارب بعضنا ، ونمزق بعضنا ، وهي تتفرج وتقول : حصلنا على ما نريد .
بالذات العرب لن يغيروا هذه الأفكار الغبية التي اتبعوها ، ولن يستطيعوا أن يكونوا مركز قوة يحترمه العالم ، ولن يتعلموا من التجارب ، فهم من تفكك لانقسام ومن خلاف إلى حرب ، وسيضلون كذلك ، حتى يدركون أن العمل هو الذي يوصل للأهداف وليست الخطب الرنانة ، والشعارات الزائفة .
اجتمع العرب والمسلمون خلف الولايات المتحدة في المنامة ، وتخلف البعض لرفضه تلك الخطة التي تدعى صفقة القرن ، شحذوا المؤيدون معاولهم لهدم القدس ، وجهز المعارضون الخطب والشعارات كما يفعلون دائما ، فلا المؤيد سيستفيد ، ولا المعارض سيعمل لكي يمنع القرارات الامريكية ، وتتكرس الفرقة بتلك التصرفات ، والشعوب تعجبها المعارضة لكنها لا تجني الثمار لأن المعارض لا يحمل سو بعض الشعارات التي لا يمكنها تغير الواقع ، والشعوب ايضاً لا تجني ثمار الموافقة والتأييد ، لأن تأييد القرارات الأمريكية من قبل الحكومات لا يأتي لصالح الشعوب بل لصالح الحكام .
دائماً نسجل المواقف ، لكننا لا نعرف أن نصنعها ، فصناعة الحدث ليست من اختصاص العرب ، فصناعتهم الوحيدة هي ، تحدث القائد ، وقال الرئيس ، وصرح الملك ، لكنهم جميعاً لم ينفذوا ما قالوا ، ولن ينفذوه ، فتلك الشعارات لا تقال لي تستفز الشعوب لتنهض وتعمل ، بل تقال لتخدر الشعوب ، وتمتص غضبها ، فتأتي الصدمة بعد أن نكتشف الفشل ، ثم تستقر الأمور وتنسى الشعوب ، وتُصنع لنا احداث جديدة ، تستنزف ثرواتنا ، وتمتص خيراتنا ، وتأخذ أراضينا ، وتستبيح مقدساتنا ، وتخرج الشعارات من جديد ، ثم نكتشف الفشل ، ثم ننسى ، وتتكرر المسألة في كل حدث ، وتتكرر الشعارات ، وتتكرر الخسائر ، ونبقى نحن العرب والمسلمون خاضعون لرغبات الاخرين مستسلمون لقراراتهم .