رحل ..
نعم رحل ، لكن كيف رحل ؟ بهذا الشكل ؟ رحل محمد مرسي عن الدنيا بشكل كلاسيكي ، ازمة قلبية ، وهذا هو المعلن من قبل السلطة الحاكمة في مصر ، وهي تريد أن تتخلص من رمز يناير ، ومن افرازات ثورة يناير المجيدة بأي ثمن ، وقد سعت بشكل او بأخر ليرحل محمد مرسي عن الحياة بشكل يراه العالم طبيعياً .
لقد اشتكى الرئيس مرسي من ظروف اعتقاله السيئة ، وقد قال سابقاً أن محاولات لقتله تتم عبر وضع مواد ضارة في الطعام ، وقد حذرت منظمات حقوقية من تلك الظروف السيئة التي يعتقل فيها الرئيس مرسي ، دون أي ردة فعل إيجابية من النظام المصري لتحسين ظروف الاعتقال ، أو السماح للمنظمات الحقوقية لزيارته والتأكد من تلك الظروف .
لا نستطيع أن نبرأ النظام المصري من تهمة قتل مرسي ، أو على اقل تقدير التسبب في قتله ، ولا يمكن أن يتقبل العاقل تلك الرواية دون أن يشير لنظام الحكم العسكري بالاتهام ، فكل ما يحدث في مصر اصبح مكشوف أمام العالم بأسره ، ولو سكت السياسيون ، أو اتبعوا الدبلوماسية في هذا الجانب فكلنا ، نحن الشعوب نعرف من هم السياسيون ، ومدى تواطؤهم ، ولا ننتظر منهم أن يقولوا الحقيقة أو أن يدافعوا عن مظلوم إلى من رحم ربي .
قتل اليوم مرسي ، وسيموت كل زعيم عربي يأتي عبر انتخابات ، وستموت كل ثورة تطالب بالحرية ، وسيختفي أي شخص يطالب بحقوق الشعوب العربية أو يتبنى قضاياهم ، سيقتلون جميعاً لأننا محتلون داخل اوطاننا ، تكبلنا القيود ، وتقطع السنتنا ، لكي ينعم كل حاكم ظالم بالخيرات كلها .
رحل مرسي ، وانتهت مرحلة ، وستبدأ مرحلة جديدة ، مرحلة تفكك وانهيار كل ما هو إسلامي ، وانحلال كل قيمة للإنسان العربي ، فلا دين ولا قيم ولا أخلاق ، القوي هو الذي يحكم بما يريد ، القوي ينصب نفسه إله للشعب ، وعلى الشعب أن يعبده بإخلاص .
وداعاً مرسي ، وداعاً لا رجعت له ، كنت مخلصاً ، صادقاً ، أميناً ، لكنهم لا يريدون المخلص الأمين ، بل يريدون من يطأ على رقابهم ، فقد تعودوا أن يكونوا عبيداً .