لا غنائم ، ولا نصر ، ولا مجد ..
لا اجد في الاخبار شيء جديد سوى الحديث عن ازمة ايران ، يتحدثون عن الحرب ثم يتحدثون عن المفاوضات ، وترامب يتراجع ، ثم ترامب يتقدم ، ترامب يقول ، ترامب يحاول ، ترامب يحشد قواته ، وكل هذه فوضى إعلامية ، لتكون كل المسارات مفتوحة في ازمة ايران .
حين نعود لأساس الازمة نجد انها بدأت منذ أن انسحبت أمريكا من الاتفاق النووي الذي وقع مع ايران والدول الخمسة الأعضاء في مجلس الامن + المانيا ، هذه هي بداية الازمة لكن الكل كان يعرف أن الازمة الحقيقية ستبدأ بعد أن تنتهي مهلة الست اشهر التي منحها ترامب لبعض الدول لاستكمال صفقاتها من النفط الإيراني ، وإيجاد بديل خلال المهلة المعلنة .
وها هي المهلة انتهت وها هي القوات تحشد في الخليج وكلا القطبين يمارس الضغوط على القطب الاخر ، والمتفرجون كثر ، متفرجون بحجم دول لا تملك قرار الحرب ، ولا قرار السلم ، إنما ترجو كل دولة منهم أن تسير الاحداث وفقاً لأهوائها ، وهذا التخبط السياسي في منطقة الخليج ايضاً لم يكن وليد اللحظة ، ورغم السيطرة الامريكية في السابق إلا أن دول الخليج كانت تشكل جبهة موحدة في أي ازمة في المنطقة ، لكنها الآن لا تشكل شيء في ظل الانقسام الحالي ؟
أتساءل كيف سيكون شكل الحرب أن وقعت ، وأتساءل أيضاً كيف سيكون شكل السلام إن هدئت الأمور ؟ فإن وقعت الحرب كيف سيكون وضع الدول التي لا ترغب في الحرب لكن بها قواعد أمريكية ؟ هل سترفض تلك الدول أن تستخدم الولايات المتحدة تلك القواعد ، ام انها لا تستطيع أن تمنعها من استخدام تلك القواعد ، وفي هذه الحال هل ستكون الدول الرافضة للحرب اهداف مشروعة لصواريخ ايران ؟ رغم رفضها لما يجري ، أم ان ايران ستراعي هذا الجانب وتترك القاذفات الامريكية تطير من تلك القواعد لتقصف المدن والمنشآت الإيرانية .
والدول التي تؤيد الحرب ، هل ستكون سعيدة وهي ترى الصواريخ تمر عبر أجواء الخليج وتستقر كبراكين على الأرض ، وحين ترى الضحايا من الطرفين ، وترى اقتصادات المنطقة برمتها تنهار ، وحين ترى البترول يصعد إلى اعلى مستوى وهي لا تستطيع أن تصدر برميلاً واحداً منه .
وإذا لم تقع الحرب ، سيعود الخليج العربي لأزماته السابقة ومعاركة الطاحنة في توتر وعبر وسائل التواصل الاجتماعي ، وستخرج الفاظ جديدة من السباب والشتائم ، لتغرق تلك الوسائل ، والغنية ستوزع بين ايران والولايات المتحدة ، وتكتفي دول الخليج بمكاسبها الكلامية ، لتسطر أقلام الشعراء قصائد جديدة في تمجيد فلان أو مدح فلان .
احتار وأنا ابحث عن صوت العقل ، أين حملة الشهادات العسكرية والسياسية في الخليج ، أين المثقفون ، أين المفكرون ، والمحللون ، لما خلعوا عباءة الأمانة ، فصمت من صمت ، وتلون من تلون ، لا توجد دولة في الجزيرة العربية ستكسب شيء سوء اندلعت الحرب ، ام عم السلام !!