أين نحن ..
أزمات وكوارث وحروب ..
حينما نتحدث عن الازمات ، وسبل حلها ، لا نعني بأي شكل من الأشكال أننا نجزم بوقوعها ، لكن من الضروري أن تضع الدول خطط لمواجهة الازمات والكوارث وادارتها ، مثل الحرائق الأوبئة ، الكوارث الطبيعية والحروب ، وهذه الأمور من المسلمات في استراتيجيات الدول التي تعرف أن الوقت لا يخلوا من مصاعب ومشاكل ، يجب الاستعداد لمواجهتها إن وقعت .
كل الحلول التي توضع لإدارة الازمات تمس بشكل مباشر الانسان ، فهو الخاسر الأكبر في كل تلك الازمات المحتمل وقوعها ، والتحوط من الازمات يقي المجتمع الوقوع في الفوضى أو على اقل تقدير الارتباك في حال المشاكل الوقتية القصيرة او الطويلة التي يواجهها ، لذا يلزم أن تكون هناك حملات توعية تقوم بها الجهات المختصة لرفع مستوى الوعي لدى الفئات المستهدفة أو لدى المجتمعات ، ليتكون لديها ثقافة يمكنها ان تجنب المجتمع الفوضى او الارتباك .
الكثير من الدول التي لا تقع ضمن أقاليم ساخنة أو مشتعلة بحروب في الوقت الحالي ، تضع خطط استراتيجية لمواجهة أزمات اكبر حجماً من المتوقع وذلك لتفادي الخسائر في حال وقع ما لم يكن في الحسبان ، فألمانيا مثلاً تضع تلك الخطط ولا يعني ان ألمانيا ستخوض حرب في الوقت الراهن ، لكنها مستعدة لإدارة تلك الازمة بما يجنب الشعب المزيد من الضحايا .
لو قسنا تلك الأمور على مجتمعاتنا العربية ، والخليجية بالخصوص ، يجب أن نخوض في جوانب شتى منها الامن الغذائي والامن المائي ، وامور أخرى اقل أهمية ، لنعرف مدى تأثير أي ازمة محتملة على دول الخليج ، ومجتمعاتها التي ينقصها الكثير من الثقافة في هذا الجانب ، وهذا يعني أنه لو حصلت ازمة لا قدر الله ستكون النتائج كارثية .
نعيش الان أجواء مشحونة ، وسواء وقعت الحرب مع ايران أم لم تقع ، يجب وضع الدراسات الاستراتيجية التي تحافظ على كيان الدولة والمجتمع ، وتحفظ الحد الأدنى من مستوى المعيشة إلى أن تنتهي تلك الازمة ، وقد مررت في فترة حياتي بأزمة مشابهة في حرب تحرير الكويت ، فكانت الحملات التوعوية على مستوى جيد في كيفية التعامل مع خطر الأسلحة الكيميائية ، وكيفية تحاشي القصف بالصواريخ ، وما يجب أن يتوافر لدى الاسر من مؤن .
ولا اجد ما هو محضور في المطالبة بتوعية المجتمع ، او ابراز الخطط الاستراتيجية لإدارة الازمات ، وإبراز الاولويات للمجتمع في حال وقوع حرب او أي كارثة طبيعية ، وليس من العيب أن نعرف نقاط ضعفنا ، وننبه عليها ونطالب بحلول بديلة إن وجدت ، فالمجتمعات والحكومات واطراف الحكم كلهم شركاء في وطن واحد ، يكمل بعضهم الاخر ، ولا ينتقص احدهم من الاخر .
أن الشراكة المجتمعية هي الأساس المتين للتغلب على الأزمات ، وحين يكون المجتمع مثقف وواعي ، يسهل عليه تفهم تلك المصاعب ، ويتبين له كيفية مواجهتها والتغلب عليها ضمن الأطر والدراسات التي وضعت لتجاوزها ، ويسهل عليه الوصول للحلول البديلة .