
قراءة في كتاب ( رواية الشيطان والانسة بريم ) لـ باولو كويلو ..
الشيطان والانسة برايم ، او الشيطان هو الانسة بريم ، او شخصية الشيطان تنتقل من شخص لآخر لتضع ملامح الانسان وأمانيه وخيالاته ، انتصرت الانسة بريم على الشيطان ، لتكون شيطان بملامح أخرى وأفكار أخرى ، لتصبح شيطاناً يستطيع ان يستغل الشيطان الذي كان يهدده ، ويبتزه نفسياً .
تحمل الرواية الكثير من المشاعر ، والتناقضات النفسية ، وهذه شيء جسد بشكل جيد ليمثل النفس البشرية التي تتقلب في الأفكار بين الشر والخير بين الرغبة والطموح ، وبين ما تريده هي وما يريده الجميع ، والطمع في ما هو للجميع ، والافكار التي تتسلسل ، لتصل بصاحبها لهدفه ، وان كان هدفها نبيلاً يحمي المجتمع ، لكنها لا تخلو من أطماع النفس البشرية التي تريد ان تستحوذ على القيمة دون الجميع .
هو الشيطان يغزل مكائده حول البشر ليرتكبو الجرائم والمعاصي برغبة ، وطمع ، هو الشيطان الذي ، يكسر الصور النمطية ويقلب المجتمع ليتصارع مع ذاته ، فيدمرها ، فالشيطان على شكل بشر ، والانسان يسير بعقل شيطان ، والرغبات والاطماع ، يمكنها ان تدمر الأشياء الجميلة ، وتكسر الهدوء لتأتي بالصخب والضجيج ، والدماء .
الرواية تجسد كل تلك المشاعر في صراع ببين الانسة بريم والشيطان الذي يمثله الشخص الغريب ، المجهول ، وبين صراعات الانسة بريم مع نفسها وعقلها ، ومجتمعها ، مع رغبتها في المال ، وخوفها على المجتمع ، والصراع في المجتمع ، والعقل المسير نحو الطمع ، الذي يلغي كل الاعتبارات من اجل المال ، ثم تأتي الأفكار البسيطة لتكسر تلك الصورة وينتصر العقل والأفكار السليمة ، على كل الأفكار الخبيثة ، تأتي الانسة بريم في صورة ملاك ، لكن ذلك الملاك يستحوذ على الثروة ويدع المجتمع في صورته النمطية العتيقة .
الرواية ممتعة ، وبها الكثير من العبر وتجسد النفس البشرية وصراعاتها ، رواية صغيرة لكنها مفيدة انصح بقراءتها .