
قراءة في كتاب رواية ( أحلام ممنوعة ) لنور عبدالمجيد
حين اقتنيت الرواية لم أتصور أني سأكون اسيرها ، ولم أتصور أنها ستترك في نفسي كمية تساؤلات لا تنتهي ، ولم أتصور أن اجد قلما يعيد إلى مخيلتي الاحياء الشعبية في القاهرة .
هي أحلام ممنوعة ، وأفكار ممنوعة ، ومشاعر ممنوعة ، وحياة ربما تكون ممنوعة ، فالممنوعات كثيرة في الفقر ، والمحرمات كذلك ، رغم أن الفقير ربما يعتبر اسمى في جوانب كثيرة ، وببساطة لم تشوهه الاموال ، ولم تسيطر عليه بعد ، فالجوع اكبر بكثير .
تتناول الرواية قصة عائلة ، بكل تشعباتها ، ثم تتشعب أكثر وتنتقل لمحيط تلك العائلة ، ثم تتقوقع من جديد ، وتتقلص وتعود لتلك العائلة ، في انتقال جميل ومشوق بين مراحل الرواية المؤلمة ، وبين نبضات الامل الكثيرة ، التي لا تتحقق ، وبين الامنيات ، والاحلام ، وبين الواقع الذي يدمرها دون رحمة .
العاطفة في الرواية قوية جداً لدرجة أنك تشعر أن تلمس تلك المشاعر العنيفة ، وكذلك الألم الذي يعتصر القلب ارتسم في ثنايا الرواية ، حين تتابع السطور في وصف مشهد مؤلم ، او محبط أو صادم أو حزين ، لتثير التساؤلات ، لماذا لا يتغير شيء ، لماذا لا تنفرج الأمور .
وتأتي الإجابة في المشهد الكبير ، للثورة المصرية ، لترسم الراوية وتلخص ما تريد أن تقوله ، أن كل ما هو موجود من احباط وألم وفشل ، هو مفتعل ، ليبقى الشعب تحت رحمة اشخاص معينون ، يكرسون سلطتهم ، ويتحكمون في كل شيء ، ثم تصهر الكاتبة كل شخصيات الرواية في الثورة ، لترسم تلاقي القلوب من اجل الوطن ، وترسم وحدة الهدف للجميع .
الرواية رائعة ، ممتعة , بل ان فيها شيء من الخمر ، فتستزيد وتستزيد ، حتى تنتهي الرواية ، ورغم ان الكثير من المشاهد لم تضع لها الكاتبة نهايات ، إلا اني اضن ان مشاعر الحب التي رسمتها في الصفحات الأخيرة ، تجسد ما كانت عليه مشاعر المصريين .
رواية تستحق القراءة انصح بقراءتها .