ازمة الإعلامي جمال خاشقجي أصبحت ازمة عالمية ، تتداولها كل وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمكتوبة ، وأصبحت ايضاً احاديث تحكى في كل مكان ، وللازمة جوانب أخرى ، وهناك احداث كثيرة تدور حولها ، ودول تريد أن تستفيد ، وأخرى تحاول أن تستفيد ، ومواقف احياناً تكون مضحكة لذا سأذكر المشاهد التي اثارت فضولي في الازمة الحالية .
المشاهد الأول : اتهام قطر وتركيا بالتآمر في قضية خاشقجي ، ولا اجد مبرر لهذا الاتهام ، صحيح انه لا يوجد اتهام رسمي من الدول المعنية بالأزمة ، لكن الاتهامات جاءت من اشخاص محسوبين على تلك الدول ، والحل بسيط جداً ليخرج خاشقجي ويحرج كل وسائل الاعلام ، ويحرج قطر وتركيا ، والحقيقة أن خاشقجي دخل القنصلية السعودية ، ولا يوجد حقيقة مثبته في الازمة سوى هذه المعلومة الموثقة بتسجيل كاميرات المراقبة .
المشهد الثاني : ترامب وجد الفرصة سانحة لاستغلال العربية السعودية بشكل اكبر ، ففي وقت الازمات تباع الرصاصة بعشر دولارات وهي لا تساوي دولار في الواقع ، لذا سيلعب ترامب على هذا الوتر ، وسيحاول استغلال السعودية لأقصى حد ممكن لكي يتدخل في حل الازمة ، او عدم تدويلها على اقل تقدير .
المشهد الثالث : الشامتون ولا اعني قطر وتركيا ، فالسعودية تصنفهم أعداء معلنون ، لكن اعني تلك الدول التي لا تعجبها سياسة السعودية ، ولم تجد قبل هذه الازمة سبيل لانتقادها بشكل علني ، وقد فتحت هذه الازمة الأبواب كلها لانتقاد السعودية ، خاصة في المجال الحقوقي وكل ما طال أمد الازمة ، ستتسع دائرة الانتقادات للسعودية اكثر ، وستضطر أن تقدم تنازلات لتلك الدول وللمنظمات الحقوقية .
المشهد الرابع : كما يوجد اناس شامتون ، يوجد ايضاً أناس منتفعون من هذه الازمة ، وهم كثر اشخاص وجدناهم في وسائل اعلام مختلفة ، يدافعون باستماته عن الموقف السعودي ، ويركبون تهم لدول أخرى ، وينسجون قصص لا استطيع أن اصفها سوى أنها خيال ركب على احداث واقعية مؤلمة ، لكن هؤلاء الأشخاص المنتفعون بعضهم يضر السعودية دون أن يقصد ، ويأثر بالسلب على مصداقي السياسة السعودية ، ويفتح مجالات لاتهامات أخرى ، كشراء الإعلاميين مثلاً .
المشهد الخامس : هذه الازمة والضجيج الذي اثير حولها ، والاهتمام الكبير من قبل وسائل الاعلام ، اثر بالسلب على قضايا أخرى في الساحة العربية والعالمية ، فقل الاهتمام بقضايا مثل سوريا وليبيا ، وغيرها من القضايا الحساسة التي تحتاج لتغطية اكبر من قضية جمال خاشقجي .
قضية جمال خاشقجي مهمة في جانبين ، الجانب الأول : الملف الحقوقي ، وبالاخص حقوق الصحفيين والاعلامين ، والثاني : ما سيترتب على نتائج التحقيق ، سواء كان ضد السعودية أو لصالحها ، فهناك دول ستخسر مصداقيتها السياسية ، وهناك اشخاص سيختفون من المشهد السياسي بعد هذه الازمة .