جلس على ذلك المقهى الواقع على الرصيف يفكر في أموره وكيف يديرها وفي مشاكله وكيف يحلها وفي أمواله كيف يحافظ عليها ومتى ينفقها وفي أبنائه وما يجلب لهم من هدايا وفجأة ظهرت أمامه طفله صغيرة رافعة يدها بالسؤال وأخذت ترجوه وتطلب منه أن يعطيها شيء من المال .
أنتبه إليها وأخذ يتفرس في ملامحها وينظر إلى ثيابها البالية وغابة كل الأسئلة عن باله لم يتكلم وضع يده في جيبه يبحث عن محفظته ، فلم يجدها في جيبه العلوي ، فوضع يده في الجيب الآخر فلم يجدها والجيب الخلفي كذلك ، فأنتابه الغضب وأخذ يصرخ في وجه الفتاة سرقوني عليك اللعنة اغربي عن وجهي .
فنظرة إليه الفتاة باستغراب وخوف وفاضت عيناها بالدموع طأطأت برأسها ، فرأت أن هناك شيء على الأرض فتطاولته ورفعته في وجهه ، فرح وأخذ يتكلم بصوت عالي وهو يحدث من حوله سقطت مني المحفظة وظننت أني سرقت .
التفت إلى الفتاة لكنه لم يجدها أمامه بل على الطرف الآخر من الشارع صرخ بها لم تسمعه واختفت في الزحام .