ترامب يتراجع ، ترامب يتهور ، ترامب سيقال من منصبه ، ترامب سيبقى ، سياسة أمريكا ستتغير ، سياسة أمريكا لن تتغير ، نضع التخمين تلو التخمين ، وننسج على المشاكل الداخلية للولايات المتحدة السيناريوهات المتتالية ، لنستشرف المستقبل ، وكأن مستقبلنا ، سيصنع في الولايات المتحدة الامريكية .
لا اعرف كيف اصف الموقف ، فترقبنا لخطوات التحقيق التي تجري في نيويورك ، يثير الكثير من التساؤلات والاستفهامات ، حول استقلالنا السياسي ، وحول ثقتا بأنظمتنا الحاكمة ، التي نراها ترتجف كلما فتح مولر باباً يهدد به ترامب ، واخرون يرتجفون حين يغرد ترامب ، والارواح عالقة في الأفق تترقب ، هل يسقط ؟ هل يستمر ؟ وتستمر اللعبة ، وتستمر الاثارة ، وتستمر المهزلة .
ما تفعله الولايات المتحدة ليس هو المهزلة ، بل ما نفعله نحن العرب هو المهزلة ، فمن حق أمريكا كدولة عظمى أن تفكر في مصالحها ، ومد نفوذها ، ومن حقنا نحن ايضاً أن ننظر لمستقبلها وعلاقاتنا الدولية على أساس المصالح المتبادلة ، ونبني على هذا الأساس المستقبل الذي نريده ونتطلع إليه ، دون النظر بعين الوجل ، لزلازل البيت الأبيض ، وخلافاته الداخلية ، واطماعه الخارجية .
اذا أردنا أن نكون دول تنال الاحترام على مستوى العالم يجب أن يكون لنا مواقف يحترمنا بسببها الاخرون ، ويجب أن نجعل الاخرين يبحثون في مقاصدنا السياسية والاقتصادية ، لكننا نفعل العكس فنحن من يقف ويخمن ويبني قراراتها على مواقف الاخرون ، دون ان يكون لنا رأي أو قرار ، نترقب وننتظر ، ونتلقى الصدمات تلو الصدمات ، ونعود لنقطة الصفر من جديد ، تاريخنا الحديث يسجله الاخرون كوصمة عار على وجوهنا ، وأسوء سجل بشري في هذا القرن .
خرجت من منطقتنا اربع دول عظمى قادت العالم كأكبر امبراطوريات الأرض ، تعاقبنا على المجد ، لكننا للأسف حين سقطنا ، سقطنا إلى مستنقع التاريخ ، سقطنا في وحل لا يجف ، ولا نريد ان نخرج منه.