حوار ممتع سمعته بين الاعلامي محمد ناصر ، وحمزة زوبع ، كان الحديث عن مبادرة طرحها الاخير لخلق قيادة للثورة ، وهذا شيء عادي ، لكن الطرح الاهم ان القيادة التي يقترحها حمزة زوبع ، لم تكن قيادة الاخوان المسلمين ، ولا قيادة اسلامية ، بل قيادة فاعلة ، تستطيع ان تتفاعل مع كل اطياف الشعب المصري ، وتخرج من رحمه ، بمختلف توجهاتها وأيديولوجياته .
فعلا ما يحدث في المشهد المصري جمود بمعنى الكلمة ، جمود في المواقف ، جمود في الافكار ، جمود في الشخصيات ، جمود في كل شيء ، وان بقي الاشخاص على ما هم عليه ، سيبقى الوضع على ما هو عليه ، اي ان الافكار التي طرحت سابقا من هؤلاء الاشخاص لازالت تطرح بنفس الطريقة ، دون ان تستطيع ان تحرك شيء ، ودون ان يجهدوا انفسهم في طرح افكار جديدة ، بل وضعوا انفسهم ايقونات للثورة كما يدعون ، دون ان يكون لهم الحضوه لدى الشعب التي تعطيهم تلك المكانة .
التغيير لا يحدث بشكل فردي ، لكن الافكار ربما تخرج بشكل فردي يتبناها مجموعة ، تتبعهم مجموعات ، وتتوسع القاعدة ، بشكل مضطرد ، لتشمل الشريحة الاكبر من المجتمع ، وبذلك تستطيع الفكرة ان تحرك ذلك المجتمع ، لما يريد بطريقة صحيحة ، دون المزايدة عليه او دون اجهاض مجهوداته ، بل يكون تزاوج بين الفكرة ورغبة ذلك المجتمع ، فينتج التغيير الذي يصبوا له الجميع .
لو ان الاخوان استطاعوا طرح افكار فاعلة من البداية لكانت فرصتهم اكبر في النجاح ، لكن افكارهم ظلت تدور في نفس الفلك ، وتبريراتهم ، تحلل الوضع فقط دون حلول ، وما يطرحه زوبع مختلف ، فهو ينادي لمؤتمر يجمع كل من له رغبة في التغيير ، لكي ينتخبوا قيادة من كل الاطياف الراغبة في التغيير ، لكي يخرج حراك الثورة من جموده ، ويكون صوت يستطيع ان يسمعه الجميع ويتقبلونه .
لا ضير ان يكون الاسلاميون او غيرهم احد مكونات هذه القيادة ، وكذلك غيرهم من المكونات على ان ينتخب المؤتمر قيادة يحترمها الجميع ، لا تفصل نفسها ولا تتنمر على الاخرين ولا تتجاهلهم ، وهذه نقطة مهمة لدى القيادات المصرية التي تحب صورة الزعيم الاوحد ، لا الزعيم المحبوب ، الزعيم المطاع ، لا الزعيم المقيد ، من وجهة نظري يجب ان تتجاوز اي قيادة منتخبة للصورة المصرية النمط الكلاسيكي للقيادة ، وتكون عملية على ارض الواقع تستطيع ان تستوعب لا ان تنفر .
يمكن مشاهدة الحلقة على الرابط التالي https://www.youtube.com/watch?v=vc4CK56Mpqg