لا ارى نورا في الافق ، بل ارى الظلام يخيم على الخليج ، رغم ان ترامب بدأ سلطانه يأفل ، الا إننا في الخليج لا ننظر أبعد من يومنا الذي نعيشه ولا ننظر للأفق والمستقبل ، فترامب بدأ يغيب ونحن نغيب معه ، ربما يكون رحيل ترامب وشيكا ، لكن ما بعد ترامب ، وما بعد العهد الامريكي بحماية المنطقة ، هل تترك الولايات المتحدة المنطقة دون حماية ؟ فهي لا يهمها تدفق النفط من الخليج في الوقت الحالي ، فجل النفط الذي تستورده الولايات المتحدة من فنزويلا او الجزائر ، بالإضافة الى النفط الصخري ، واحتياطاتها الاستراتيجية .
اعتقد ان ترامب رغم تصرفانه الغبية انه اخر المهتمين بأمن الخليج ، فبوادر الاهمال بدأت منذ عهد اوباما ، الذي صب جل جهده على شرق اسيا مكافحا للنفوذ الصيني ، وفتح المجال لقوى مختلفة لكي تتغلغل في منطقة الشرق الاوسط ، وترامب ايضا لم يقدم كل الضمانات لحماية الخليج بل ترك الباب مواربا ، وفتح المجال للأمن الخليجي باتجاه اسرائيل ، لذا كنا نسمع عن تحالف دول خليجية مع اسرائيل امنيا وعسكريا في الفترة القصيرة الماضية .
اذا كان الخيار لدول المنطقة ان تبحث عن تحالفات جديدة ، وقد فعلت دول الخليج ذلك في الفترة الاخيرة فقط ، قطر تحالفت مع تركيا وايران ، الكويت تحالفت مع الصين ، عمان لازال حلفها البريطاني القديم ساريا الى الان ، والامارات والسعودية لازالوا يعلقون الامال على الحلف الجديد الذي سيربط اربع دول مع اسرائيل ، مصر ، السعودية ، الامارات ، البحرين ، بضمانة الولايات المتحدة .
ما المصير المجهول الذي يختبئ خلف الزمن لدولنا ، هل تنجح الاحلاف الجديدة ام تفشل ؟ هل تستمر ام تنتهي بسرعة ؟ هل تتحمل تلك الدول اعباء تحالفات مكلفة في منطقة توترات مستمرة ؟ اجابات ستخضع لحكم الزمن والظروف ، ونحن في الخليج فقط ننتظر من يحمينا ، ولدينا استعداد ان نتحالف مع الشيطان ، لكي تبقى العروش ، لكن الحاضر يخبرنا ايضا انه رغم تلك التحالفات وتكلفتها الباهظة ، اهتزت العروش ولا تريد ان تستقر .