مصر من جديد ، لا أحداث تذكر ، والانشغال بالشأن الداخلي ، الداخلي فقط ، في هذه الفترة ، ولا اعني بالشأن الداخلي ترتيب البلد او الاقتصاد ، بل اعني تامين اركان الحكم ، والاستفادة القصوى من المنصب الرئاسي ، هكذا يكون الاهتمام بالشأن الداخلي في الانظمة الدكتاتورية .
ما جعلني اكتب عن مصر ، اليوم استماعي لأحمد ابو الغيط ، وهو اخر وزير خارجية في عهد حسني مبارك ، وهو يتكلم عن السنوات الاخيرة لحكم مبارك وما جرى من احداث سياسية قبل سقوطه ، وما اثارني في البرنامج الحواري الذي يديره احد مذيعي قنات روسيا اليوم ، ان السيد / احمد ابو الغيط يتحدث عن محورية مصر في فترة كانت السياسة الخارجية المصرية في اسوء حالاتها ، بل كانت في حالة خدر ، فقد اهمل مصر الكثير من ادوارها السياسية ، وبدلت الكثير من مواقفها القومية الى المواقف المسايرة للسياسات الامريكية ، فلا صدام سياسي يذكر ، وكان على الدول العربية ان تعيش نفس حالة الخدر السياسي وإلا تعتبر شاذة عن القاعدة العربية .
لن اتطرق لما قاله عن قطر ، او ربما لم يعد ابو الغيط في مركز سلطة ليأخذ بحديثه عن تلك الفترة ، لكن اريد ان اضع علامات استفهام على ما قاله عن محاولة اغتيال عمر سليمان قبل تنحي مبارك ، والواضح من كلام الوزير السابق ان في داخل النظام المصري قوى كانت تتصارع لتستحوذ على الحكم في مصر ، وسأضع سيناريوهات ، فقط لتسجيل موقف ، الطرف الاول هو الرئيس مبارك نفسه ، لأنه اجبر ان يضع عمر سليمان كنائب للرئيس ، والطرف الثاني جمال مبارك ، نجل الرئيس السابق ، والطرف الثالث الجيش ، اما لأي طرف ينتمي عمر سليمان ، فهنا نتبين الانقسامات في الاجهزة القوية في مصر فعمر سليمان رئيس المخابرات المصرية ، وله علاقات مع الجيش ، لكنها ليست بالعلاقات التي تضمن له تأييد الجيش المصري بالكامل ، وهذا الامر طبيعي لان جهاز المخابرات يعتبر عصى الرئيس المصري التي يعاقب بها مخالفيه .
ليس لدي اي معلومات عن تلك المحاولة الا من وسائل الاعلام وتم طي الموضوع بشكل سريع ، لكن عمر سليمان كان محط جدل في محاولة اغتياله وفي مسألة وفاته ، وكلتا الحالتين ، تم طيهما بسرعة فائقة ، ولا يتم الحديث عنهما بشكل صريح الا من بعض الاشخاص القلائل الذين لا يمتون للسلطة المصرية بصلة ، ولو تتبعنا هذا الخط ستكثر علامات الاستفهام ، وتتضخم ، ولا اجابات في الافق ، فما التيار الذي دعم عمر سليمان ؟ هل هو عنان ؟ مثلا ، ام هناك تيارات اصغر لم تستطع ان تحميه في المرة الثانية ؟
هو لغز ، لا يريد احد ان يكتشفه ، او ربما لا يجرأ احد على القيام بمحاولة اكتشافه ، وهذا ما قاله ابو الغيط عن محاولة الاغتيال : (( ان الاجيال القادمة لن تهمل هذه المسالة ، وسيتم التحقيق فيها )) لكني اضن ان التحقيق لن يكون فقط في محاولة الاغتيال الفاشلة ، بل ستكون ايضا في قضية وفاة عمر سليمان المفاجأة ، متى ؟ لا اضن ان هذه المسالة ستأخذ حقها قبل ان يختفي السيسي عن المشهد بشكل كامل ، او ربما حتى يختفي الجيش من المشهد السياسي المصري .
ما اعرفه وتأكدت منه أن عمر سليمان قتل أثناء وجوده في غرفة عمليات في قاعدة حميميم في سوريا قتل هو ووزير دفاع سوريا وقائد أركان الجيش الروسي وعدة ضباط اخرين حين تم قصف القاعدة من قبل قوات الجيش السوري الحر أو فصيل من فصائل المعارضة وتم التعتيم على الخبر والله اعلم
إعجابLiked by 1 person
كل الاحتمالات واردة في هذا الصدد لكن لا يوجد تأكيد
إعجابLiked by 1 person