انت مرشح لحكم قطر !! نظرة في ملف ازمة قطر ..
لا يوجد لدي أي تصور معين اريد ان انقله في هذا المقال ، لكن استفزني كثيراً الاخبار المتداولة ، عن رموز في العائلة الحاكمة في قطر تعارض النظام القائم ، منهم الشيخ / عبدالله بن علي ال ثاني ، والشيخ / سلطان بن سحيم ال ثاني ، والأثنان ليس لهم تأثير ظاهر على أرض الواقع في قطر وربما لا يعرفهم الكثيرون من الأساس .
السؤال الاول الذي طرحته على نفسي لماذا طرحت تلك الأسماء ؟ ولماذا لم تكتفي دول الحصار بطرح اسم واحد فقط يدعمه الجميع ؟ وهل يوجد أسماء أخرى من العائل الحاكمة ، ربما نسمع أصواتهم في الفترة المقبلة ؟
الإجابة ربما تكون جلية في ذهني لكن حين أطبقها على ارض الواقع اجد فيها بعض الاختلافات ، أو التناقضات ، او الرؤى المتضاربة ، والاجابة على الشق الأول من السؤال ، لماذا طرحت تلك الأسماء ؟ لأن طرح تلك الأسماء مهم إعلامياً لخلق تصور يبين أنه يوجد خلاف بين اقطاب العائلة الحاكمة في قطر ، وهذا هو الاحتمال الأقوى في شق السؤال الأول ، أم الشق الثاني من السؤال ، لماذا لم تكتفي دول الحصار بطرح اسم واحد فقط يدعمه الجميع ؟ هذا ما سأضع عليه أكثر من احتمال واعتقد أن كل الاحتمالات قوية من وجهة نظري .
الاحتمال الأول : أنه يراد لمتتبع الاخبار أن يخلق صورة لدى المتابع في الخارج ، أن أكثر من فرع في العائلة الحاكمة في قطر ترغب بالانشقاق على سمو الأمير / تميم ، وأن هناك معارضين لم تسمع أصواتهم بعد .
الاحتمال الثاني : أن كل دولة من دول الحصار تدعم شخص من العائلة الحاكمة تريد فرضه على الساحة كحاكم لقطر في المستقبل ، فالإمارات تدعم ، الشيخ / سلطان بن سحيم كما هو مشاع ، والسعودية تدعم الشيخ ، عبدالله بن علي ، وهنا اختلاف في النظرة المستقبلية للحكم في قطر بين الرياض وأبو ظبي ، رغم وجود اتفاق على ضرورة التغيير ، لكن من ؟ ومتى ؟ وكيف ؟ هنا يكمن الخلاف .
الاحتمال الثالث : انه لا يوجد مرشح من الأساس لتولي الحكم في قطر ، وأن تلك الأسماء ما هي إلى بيادق يحركونها للوصول إلى هدفهم ، أو للضغط على سمو الأمير / تميم في مفاوضاته التي ستجري لحل الخلاف .
اما الشق الثالث من السؤال ، هل يوجد أسماء أخرى من العائل الحاكمة ، ربما نسمع أصواتهم في الفترة المقبلة ؟ وهذا السؤال سيرجح كفة احد الخيارات ، فلو طرحت أسماء أخرى ، فهذا يؤكد أنه لا يوجد مرشح من الأساس لتلك المهمة ، اما إذا تم تحديد اسم واحد فقط ودعمه الجميع ، هنا نتأكد أنه يوجد دعم حقيقي .
كل ما طرحته ليس مهماً من وجهة نظري الشخصية ، والاهم لدي كيف سيتم التغيير ؟ لأن الجبهة الداخلية مستقرة ، ويوجد تأييد شبه مطلق لسمو الأمير / تميم بن حمد ال ثاني ، وهذا يجعلني اقتنع أنه لن يتم التغيير إلا بالقوة العسكرية ، ومواجهة مباشرة يسقط فيها ضحايا كثيرون في قطر ، أو انقلاب عسكري من الداخل ، وفي كلا الحالتين ستسفك دماء القطريين وسيتم فرض شخص لا يعرفه المجتمع ، على كرسي الحكم .
إن من ينادي بالتغير في قطر لم يفكر بالضرر الذي سيتحمله المجتمع القطري ، أن تم ذلك الامر ، بالصورة التي ترسمها دول الحصار ، فالخاسر الأكبر في أي تحرك ارعن من دول الحصار هم القطريون ، منهم سيكون الضحايا ، وهم من سيتحمل كل الاضرار التي ستترتب على هذا العمل ، وإن لم يتم الامر ، سيكون لذلك ايضاً تداعيات في المجتمع القطري ، فالأسماء التي ظهرة على الساحة كمعارضة لحكم الأمير / تميم ، سواء من العائلة الحاكمة أو غيرها ، لن تجد لها مكان في مجتمع تحمل الكثير من الضرر بسببها ، وسيقبل بأي حل تقرره السلطة ضدها دون أي معارضه لذلك .
لا تحتاج الأمور لكثير من النظر لنصل إلى تحليلات في كل اتجاهات الازمة ، فعندما يسأل أي قطر ، هل ترغب بالتغير ؟ سيرفض بكل بساطة لأنه متأكد أن فرض الوصاية على أي بلد في العالم لا يأتي إلى بأناس باعوا ذممهم ، في سبيل وهم لا يعرفون هل سيتحقق ام لا .
يحضرني هنا موقف نابليون بونابارت ، حيث كان يرفض أن يصافح الجواسيس الذين كانوا ينقلون له اخبار جيوش اوروبا التي كان يحاربها ، وحين سألوه لماذا لا تصافحهم ؟ قال : كيف اصافح اشخاص خانوا بلدانهم من اجل المال .