سيدتي لا فرق في الحياه ، إن لم تكوني معي ، فأنا لا اجد متعه دون وجودك في اي شيء ، وفي اي مكان ، وفي اي زمان ، لا تكونين موجودة فيه ، حتى الضيق سيدتي وانت معي يختلف ، له نكهة خاصه ، ليس حين تغضبين وترضين ، لكن عندما تخنقني الحياة ، وانتِ معي ، كانت تلك الحياه لا تهمني كثيرا ، رغم ضيق نفسي ، وتوتري ، وقلقي ، فكنت اعرف اني حين اقف امامك ، تصبح الدنيا مختلفة ، فيصبح ذلك الضيق الذي اعانيه مجرد كلمات اقولها لك انت لكي افرغ رصيد الحزن في نفسي .
سيدتي لا فرق ، هذا ما اكتشفته اخيرا ، لا فرق إن كنت موجودا ، او غائبا ، ولا فرق ، حين احبك او اكرهك ، لا فرق ، حين ابتسم ، وحين ابكي ، فلم تعودي موجودة في كل تلك الاماكن ، وفي كل تلك السجون التي تحاصرني جدرانها اينما اكون ، فانا اتحرك وحدي في كل مكان لأجد نفس الاسوار تحاصرني ، تخنقني ، ونفس الاشباح ، تطاردني ، لا فرق سيدتي .
لا فرق وانا اعرف اني قتلت مشاعرك ، ولا فرق ، وانا اعرف اني صدمتك ، ولا فرق ، وانا اعرف اني لم احقق لك شيء ، وان كنا سويا ، لن احقق لك شيء ، فانا ما زلت ذلك الشخص السيء ، الذي تعرفين ، ذلك الشخص الكاذب الذي تحبين .
انا سيء ، انا كاذب ، انا خائن ، انا مخادع ، لعنت نفسي الف مرة ، لكني لم اجد حلا لنفسي حين تخون ، وحين تحب ، وحين تكذب ، وحين تخادع ، لا اجد لها حل في أُطر رسمت لي لأكون فيها دون مقدمات ، اسوار سيدتي رسمتيها لي ، لا اعرف اهي حقيقة ام خيال ، ام هي وهم ام اتهام ، ام انا فعلا سيء ، ولا استطيع ان ارى نفسي ، وهي تفعل كل هذا لكني مؤمن انك تقولين الحقيقة دائما .
تلك الحقيقة سيدتي ، أنك لا تقولين الا الحقيقة ، ذلك اليقين الذي يغلف كلماتك ، وذلك الاصرار على ان ما تقولين حقيقة لا تقبل الشك ولا التشكيك ، ولا النقاش ولا التحقيق ، ما تقولينه حقيقه ثابته ، لكنها في نفسك فقط سيدني ، لم اجدها في شيء اخر ، بحث عنها صدقيني ، في كل شيء ، لكني لم اجدها كما تقولين ، فالحقيقة اصبحت مشوهة بأفكار ، مشوهة بأوهام ، مشوهة بي انا ، فانا من لا تعرف الحقائق طريقه ، ولا يبقى الهوى عنده ، ولا يستقم الزمان ، الا بكسره .
كتبت كثيرا سيدتي ، واقسمت كثيرا ، كثيرا ، وعشقتك كثيرا ، كثيرا ، وجرحتك ، ايضا كثيرا ، فرحلتي حين رحلت ، وقسوتي حين بكيت ، وانتقمتِ حين أردتِ الانتقام ، مْن مَن انتقمتِ ؟ اقسم انك لا تعرفين ، واقسم انك لا تفهمين ، وكدت اقسم سيدتي انك ، لا تحبين ، الا نفسك ، لكني توقفت قبل ان انطق بها ، فلا يستحق قلب مثلك ، ان يجعل الضغينة ، تربته ، ولا الحقد نباته ، ولا الانتقام ثماره .
لا فرق سيدتي ، كلنا راحلون ، انا ، ربما فعلتها ، اولا ، وانتِ ثانيا ، واشياء اخرى رحلت معك ، لا يحق لك الان ان تعرفيها سيدتي . وداعا ، هذا وداعي ، احبك .
2 thoughts on “وداعاً .. احبك .”
layalsouss
لما تخبرها بعد فوات الأوان!
لما دوماً الحقيقة تأتي عند أعتاب الأبواب المغلقة!
إنها لحقاً الحماقة !!
,,,,
أستاذي الكريم, سعيدة بكتاباتك
مودتي
إعجابLiked by 1 person
jaberatiq
تشرفني متابعتك .. كل الشكر 🌸
إعجابLiked by 1 person